2006-01-06 16:00:43

قداسة البابا يترأس القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس احتفالاً بعيد الدنح


احتفل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح الجمعة في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان بالقداس الإلهي، بمناسبة عيد الدّنح، وألقى عظة قال فيها: إنَّ النور الذي سطع ليلة الميلاد مُنيرًا مغارة بيت لحم، حيث كان يسجد بصمت يوسف ومريمُ والرعاة، يسطع اليوم ويظهر للجميع. والدّنح هو سرّ النور الذي دلَّ عليه النجمُ الذي قاد رحلة المجوس.

وينبوع النور الحقيقي هو المسيح، أضاف البابا يقول، وفي سرِّ الميلاد أضاء نور المسيح على الأرض. بداية على عائلة الناصرة المقدَّسة: فالعذراء مريم ويوسف استنارا من الحضور الإلهي للطفل يسوع. وظهر نور المخلِّص بعد ذلك على رعاة بيت لحم، الذين، وبعد بشارة الملاك لهم، أسرعوا إلى المغارة ووجدوا "العلامة": طفلا مقمَّطًا مضجعًا في مذود. ومن ثمَّ بلغ بهاء المسيح المجوس الذين يشكِّلون باكورة الشعوب الوثنية. وبقيت في الظل قصور السلطة في أورشليم، حيث حمل المجوس نبأ ميلاد المسيح الذي لم يزرع الفرح، إنَّما الخوف وردود فعل عدوانية. "إنَّ النور جاءَ إلى العالم، فاستحبَّ الناس الظلام على النور، لأنَّ أعمالهم سيئة."

ولكن ما هو هذا النور؟ تساءل قداسة البابا، مذكِّرًا بما قاله التلميذ يوحنا في رسالته الأولى:"إنَّ الله نور لا ظلامَ فيه... الله محبَّة." وتساعدنا هذه الكلمات على أن نفهم بشكل أفضل: فالنور الذي أضاء في الميلاد ويظهر اليوم للجميع، هو محبَّة الله التي تجلَّت في شخص الكلمة المتجسِّد. وفي ليتورجيا زمن الميلاد، تتكرَّر كلمات المزمور 97:"أعلن الربُّ خلاصَه، لعيون الأمم كشف برَّه."

وتابع قداسة البابا عظته قائلا: إنَّ الظهور للمجوس لا يقدِّم شيئًا غريبًا عن تدبير الله، إنَّما يكشف بُعدًا أبديًا وبنّاء "وهو أنَّ الوثنيين هم شركاء في الميراث والجسد والوعد في المسيح يسوع، ويعود ذلك إلى البشارة." والربّ يسوع "هو نور لهداية الأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل"، كما قال سمعان الشيخ حاملاً الطفل يسوع بين ذراعيه، حين صعد به يوسف ومريم إلى أورشليم ليقرِّباه إلى الرب. وقد سجد المجوس لطفل بسيط بين ذراعي أمِّه مريم، ووجدوا فيه ملك جميع الأمم.

وفي الإطار الليتورجي لعيد الدنح، يظهر سرّ الكنيسة وبعدُها الإرسالي. فهي مدعوة لإعلان نور المسيح في العالم. وفي الكنيسة أيضًا، تحقَّقت النبوءات القديمة المتعلِّقة بمدينة أورشليم المقدَّسة، كنبوءة أشعيا:"قومي استنيري فإنَّ نورك قد وافي ومجدَ الربِّ أشرق عليك. ها إنَّ الظلمة تغطِّي الأرضَ والغمام المظلم يشمل الشعوب، ولكن عليك يشرق الرب وعليك يتراءى مجده فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك."

إنَّ الكنيسة مقدَّسة أضاف الأب الأقدس يقول ولكنَّها مؤلفة من رجال ونساء لهم محدوديتهم وأخطاؤهم. وحده المسيح، بإعطائه إيانا الروح القدس يستطيع أن يبدِّل بؤسنا ويجدِّدنا باستمرار. إنَّه نور الأمم الذي اختار أن يُنير العالم بواسطة كنيسته. وختم قداسة البابا عظته في عيد الدنح بكلمات مريم للملاك "أنَّى يكون هذا؟" إنَّ مريم، أمِّ المسيح والكنيسة تقدِّم لنا الجواب:"أنا أمَة الرب، فليكن لي كما قُلت."








All the contents on this site are copyrighted ©.