2006-01-04 16:03:28

في أوَّل مقابلة عامة في عام 2006، البابا يحدِّث المؤمنين عن نشيد القديس بولس إلى أهل قولسي الفصل الأول: إنَّ الحمد يرتفع إلى الله، أب ربِّنا يسوع المسيح، ينبوع الخلاص فهو الذي نجَّانا من سلطان الظلمات ونقلنا إلى ملكوت ابنه الحبيب، فكان به الفداء وغفران الخطايا


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء أوَّل مقابلة عامَّة مع المؤمينن في عام 2006، وعلى مرحلتين: الأولى في قاعة بولس السادس بالفاتيكان والثانية في بازيليك القديس بطرس، وتحدَّث خلالها عن نشيد القديس بولس في رسالته إلى أهل قولسي الفصل الأول، وقال إنَّه نشيد حمْد لله: "لا نزال نحمَدُ الله أبا ربَّنا يسوع المسيح... وتحمَدوا الآبَ بسرور لأنَّه جعلكم أهلاً لأنْ تشاطروا القديسين ميراثهم في النور." ويساعدنا هذا النشيد، أضاف البابا يقول على خلق المناخ الروحي لنعيش بشكل جيِّد الأيام الأولى من العام 2006 ومسيرتنا خلال السنة الجديدة. إنَّ الحمد يرتفع إلى الله، أبِ ربِّنا يسوع المسيح، ينبوع الخلاص"فهو الذي نجَّانا من سلطان الظلمات ونقلنا إلى ملكوت ابنه الحبيب، فكان به الفداءُ وغفران الخطايا." إنَّ المسيح هو "صورة الله الذي لا يُرى وبكرُ الخلائق كلِّها، ففيه خُلق كلُّ شيء ممَّا في السموات وممَّا في الأرض، ما يُرى وما لا يُرى. كلّ شيء خُلق به وله".

وهكذا يدلّنا القديس بولس على أمر بغاية الأهميَّة، وهو أنَّ للتاريخ هدفًا وإتجاهًا، وأنَّ التاريخ يتَّجه نحو بشرية متَّحدة بالمسيح، وبالتالي نحو الإنسان الكامل والأنسنة الكاملة والإنسانية المؤلهة، وبالتالي المؤنسنة حقًا. وبكلمات أخرى يقول لنا القديس بولس: يوجد تقدم في التاريخ، وهناك تطور أيضًا. التقدم هو كلّ ما يقرِّبنا من المسيح، ويقرِّبنا أيضًا من البشرية المتَّحدة بالأنسنة الحقيقية. ووراء هذه التوجيهات هناك أيضًا واجب بالنسبة إلينا، وهو العمل من أجل الرقي، الأمر الذي نرغب فيه جميعنا، لأنَّنا نستطيع العمل من أجل تقريب جميع البشر من المسيح، ونستطيع أيضًا أن نتشبَّه بالمسيح، ونسير هكذا في خطّ الرقي الحقيقي.

وانتقل قداسة البابا بعدها ليتكلم عن القسم الثاني من نشيد القديس بولس الذي يتحدَّث عن صورة المسيح المخلِّص داخل تاريخ الخلاص. "فهو رأسُ الجسدِ أي رأسُ الكنيسة"، وهذا هو الأفق الخلاصي الذي يظهر فيه بالكامل التحرّر والفداء، الشركة الحيوية القائمة بين الرأس وأعضاء الجسد، أو بين المسيح والمسيحيين. "إنَّ المسيح هو البَدء وبكرُ من قامَ من بين الأموات لتكونَ له الأوليَّة في كلِّ شيء"، وهو الذي يفتح الأبواب على الحياة الأبديَّة ويخلِّصنا من الشرّ والموت. وهكذا، فقد "شاءَ الله أن يحلَّ به الكمال كلُّه". إنَّ المسيح هو ابن الله المخلِّص، ولكنَّه أيضًا أخ لنا، ومن خلال هذه القربة يسكب علينا العطية الإلهية. وفي ختام مقابلته العامَّة مع المؤمنين، وجَّه قداسة البابا تحيات بلغات متعدِّدة وخصَّ بالذكر الشباب والمرضى والأزواج الجدد وقال: فليكن يسوع الذي نتأمل به في سر الميلاد، لنا جميعًا، مرشدًا أكيدًا في هذا العام الجديد.








All the contents on this site are copyrighted ©.