2005-12-28 16:03:30

بانوراما الكنيسة الجامعة لعام 2005 (يناير ـ مارس)


في يناير كانون الثاني الفائت، كان المدّ البحري تسونامي الكارثة الجديدة التي حرَّكت مشاعر وأفكار الرأي العام الدولي مع بداية عام 2005، وحتى البابا الراحل يوحنا بولس الثاني رفع الصلاة مع بداية السنة الجديدة من أجل الضحايا وعائلاتهم وجميع المتألمين من هذه الكارثة التي ضربت منطقة جنوب شرق آسيا في السادس والعشرين من شهر كانون الأول ديسمبر من عام 2004. وتضامنًا مع الضحايا أرسل البابا فويتيوا رئيس المجلس البابوي "قلب واحد" رئيس الأساقفة بول جوزيف كورديس إلى إندونيسيا وسريلانكا، البلدين الأكثر تضررًا من المدِّ البحري.

ومع بداية عام 2005، وجَّه البابا يوحنا بولس الثاني رسالته احتفالاً باليوم العالمي للسلام بعنوان:"لا تدع الشرّ يقهرك، بل كن بالخير للشرّ قاهرًا." في العاشر من يناير التقى البابا فويتيوا أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي لتبادل التهاني بحلول العام الجديد ووجَّه لهم كلمة تحدَّث فيها عن أهميَّة الحياة والسلام والحرية. وقد طبع عام 2005 الإحتفال بالذكرى السنوية الستين لتحرير معتقلات أوشفيتز والذكرى السنوية الأربعين لصدور البيان المجمعي"في عصرنا" حول علاقة الكنيسة الكاثوليكية بالأديان غير المسيحية.

في شباط فبراير من عام 2005 بدأت تتوعك صحَّة البابا يوحنا بولس الثاني وأُدخل مستشفى جيميللي بروما يوم الرابع والعشرين من فبراير حيث خضع لعملية جراحية في القصبة الهوائية. وفي الشهر عينه، وجَّه البابا فويتيوا رسالتين: الأولى لمجلس أساقفة فرنسا احتفالاً بالذكرى المئوية الأولى لصدور قانون فصل الدين عن الدولة، والثانية رسالة رسولية حول وسائل الإتصالات الاجتماعيَّة بعنوان "التطوّر السريع".

وقد شهد شهر شباط فبراير من عام 2005 وفاة الأخت لوتشيا، آخر شهود ظهورات عذراء فاطمة. وقد وجَّه البابا يوحنا بولس الثاني رسالة بالمناسبة إلى أسقف كويمبرا بالبرتغال، كتب فيها يقول:"كانت زيارة العذراء مريم لـِ لوتشيا بداية رسالة فريدة بقيت أمينة لها حتّى آخر رمق..."

في آذار مارس من عام 2005 تدهورت صحَّة البابا يوحنا بولس الثاني، ولم يستطع المشاركة في مسيرة درب الصليب التقليديّة في المسرح الروماني القديم (الكوليزيه)، ولكنه تابع وقائعها من كابللته الخاصة بالفاتيكان، إذ نُقلت صورته عبر شاشات عملاقة وهو يعانق صليب المسيح. وقد وجَّه البابا أيضًا رسالة للمؤمنين قال فيها "إنّ إكرام الصليب يحملنا لعيش التزام لا يمكننا التهرّب منه، وقد عبّر عنه القديس بولس في رسالته إلى أهل كولوسي يقول:"إني أتمِّم في جسدي ما نقُص من آلام المسيح من أجل جسده الذي هو الكنيسة".

في السابع والعشرين من مارس، صباح أحد القيامة، تحوَّلت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان إلى لوحة زيتيَّة، امتزجت فيها ألوان آلاف الزهور التي غطَّت رتاج البازيليك الفاتيكانيَّة مع ترانيم المؤمنين القادمين من كافَّة أقطار العالم ليمجدِّوا الربَّ في عيد قيامته من بين الأموات ، ولكنّ المفارقة أنّ البابا يوحنَّا بولس الثاني لم يترأس القداس الإلهي، وللمرّة الأولى، منذ اعتلائه السدّة البطرسية، بسبب تدهور حالته الصحية، وقد قرأ رسالته الفصحية لمدينة روما والعالم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال أنجلو سودانو.

وفي الثلاثين من مارس، أطلَّ البابا من نافذة مكتبه الخاص في الفاتيكان لتحية آلاف المؤمنين في ساحة القديس بطرس، وبدا متعبًا جدًا غير قادر على الكلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.