2005-12-27 15:46:02

الكنيسة تعيّد للقديس يوحنا الرسول والإنجيلي


رسالة يوحنا الأولى 1 ،1-8

 

ذاك الذي كان منذ البدء

ذاك الذي سمعناه

ذاك الذي رأيناه بعينينا

ذاك الذي تأملناه

ذاك الذي لمسته يدانا

من كلمة الحياة

-لأن الحياة تجلت فرأيناها ونشهد لها

ونبشركم بتلك الحياة الأبدية

التي كانت عند الآب فتراءت لنا-

ذاك الذي رأيناه وسمعناه

 نبشركم به لتشاركونا أنتم أيضا

كما شاركنا الآب وابنه يسوع المسيح.

نكتب إليكم بذلك ليكون فرحنا تاما.

 

إليكم البلاغ الذي سمعناه منه ونبشركم به:

إن الله نور لا ظلام فيه.

فإذا زعمنا أننا نشاركه ونحن نسير في الظلام

كنا كاذبين ولم نعمل للحق.

وأما إذا سرنا في النور كما أنه في النور

فقد شارك بعضنا بعضا

ودم ابنه يسوع يطهرنا من كل خطيئة.

إذا زعمنا أننا بلا خطيئة

خدعنا أنفسنا ولم نكن على حق. 

 

RealAudioMP3

لمحة إلى إنجيل ورسائل يوحنا

 

كُتب إنجيل يوحنا لكي يأتي بالناس إلى الإيمان. وقصد من هذه الرسالة التي كتبها الشخص نفسه ليؤكّد ثانية للمسيحيين عن إيمانهم ويجدد الثقة التي زعزعتها التعاليم الكاذبة. ويعود عهد الإنجيل والرسالة كليهما إلى آخر القرن الأول. وكان قد مرّ على الإيمان المسيحي في ذلك الوقت ما يقارب من خمسين أو ستين سنة وقد انتشر في كلّ الإمبراطورية الرومانية. وكان يوحنا وهو يعيش سني حياته الأخيرة في أفسس ـ في تركيا الحديثة اليوم ـ التي كانت مركزاً استراتيجياً للكنيسة المسيحية، الرسول الوحيد على الأرجح الذي ظلّ حياً إلى ذلك العهد. وكان هناك ضغط على كثير من الجماعات المسيحية في أن يقتبسوا آراء من فلاسفة آخرين ويدمجوها في الإيمان ويجعلوها جزءاً منه.

وكانت رسالة يوحنا قد كُتبت لتصدّ بعض أشكال الغنوصية (المعرفة) التي كان يتكلّم بها أناس كانوا مرة أعضاء في الكنيسة ولكنّهم انسحبوا من الجماعة، وعاشوا يحسبون أنفسهم مثقّفين وعندهم معرفة فائقة عن الله. وقد ميّزوا بين الروح التي كانت طاهرة والمادة التي كانت شراً. وقد أدّى هذا من وجهة عملية إلى فساد في الأخلاق. لأنه في نظرهم لا شيء مما يفعله الجسد يُمكن أن يفسد صفاء الروح. كذلك أدى إلى إنكار طبيعة المسيح الإنسانية، التي كانت أما ادّعاء ذلك أو أنها وقتية. فالمسيح كونه روحاً لا يمكن أن يكون مات. وفي مناشدته القوية والرقيقة في الوقت نفسه لابنائه الصغار في الإيمان يوضح أن هذه الآراء تقطع قلب المسيحية. لأنه إذا كان المسيح لم يصبح إنساناً ولم يمت عن خطيئة البشر فليس هناك إيمان مسيحي. وإذا أخطأ إنسان عامداً ومعتاداً فليس مسيحياً. الله نور وهو يدعو الناس إلى أن يسيروا في نور أوامره وهو محبة ويطلب من شعبه أن يحبّ الواحد الآخر.

 

يكتب يوحنا وهو يعرف يسوع شخصياً أنه كلمة الله الحية (يوحنا 1: 1ـ5) لقد عرف أن يسوع كان ابن الله وكان في الوقت نفسه إنساناً حقيقياً. ليس شبحاً بل هو شخص تستطيع أن تراه وتلمسه.

يسوع "نور العالم" (يوحنا 8: 12) يُظهر لنا أن الله نور. ويقصد يوحنا بكلمة "نور" لا أشعة حضوره التي تبهر النظر بل الحقّ والطهارة والكمال الخلقي. ولا يمكن لأحد يتصل به أن يعيش في الظلمة ويمارس الخطيئة والشر والكذب، الصفات التي تناقض طبيعته نفسها. وهذا لا يعني أن المسيحيين كاملون، فسراج حضور الله الكاشف يظهرنا وأن الصداقة معه تنطوي على أن نرى أنفسنا كما نحن حقيقة وأن نظل دائماً نطلب غفرانه.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.