2005-12-24 16:25:12

الركوع والصلاة في بيت لحم كيما تسقط الجدران بقلم المطران بيترو سامبي


نشرت وكالة الأنباء الكنسية الآسيوية آسيا نيوز مقالاً للمطران بيترو سامبي السفير البابوي السابق في إسرائيل وقبرص والقاصد الرسولي في القدس وفلسطين سابقاً ضمّنه تأملاته بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد في مدينة بيت لحم، وذلكَ بعد أيام قليلة على تعيينه سفيراً بابوياً في الولايات المتحدة الأمريكية. كتب سيادته:

منذ ست وثلاثين سنة أجوب العالم كله، ولم أجد مكاناً في الأرض أشعر فيه بحضور الله، كما أشعر به عندما أجثو في كنيسة المهد ببيت لحم. ففي ذلك المكان تجسّد "كلمة الله" وأصبح إنساناً مثلي، بدأ يبكي، ويبتسم، ويمشي ويأكل مثلي. أصبح الكلمة الـ"عمانوئيل"، الله معنا.

الرسالة التي تقدّمها لنا مدينة بيت لحم يُمكن اختصارها بالكلمتين التاليتين: "الله يحبّكَ". يحبكَ حباً أميناً يعطي معنى لحياتك، ويجعلك تشعر بالحياة وكأنها هبة ورسالة. من يركع ويعبد الطفل المولود في بيت لحم يشفي من مرضَين متفشيين في زماننا الحاضر: الوحدة والخوف من المستقبل.

فرجال ونساء اليوم يشعرون بالوحدة، على الرغم من انتشار وسائل الاتّصالات المتطورة، كأجهزة الهاتف الخلوي. لكن من يؤمن أن الـ"عمانوئيل" "الله معنا" موجود فعلاً في بيت لحم يعرف أن الله يبقى دائماً معه حتى إذا تخلّى عنه الجميع. إننا نعاني من الوحدة لأننا ابتعدنا عن يسوع المسيح.

أما المرض الثاني الذي نعاني منه في مجتمع اليوم فهو الخوف من المستقبل. فيتساءل الجميع: ماذا سيحلّ بي؟ كيف سيكون مستقبل أبنائي؟ لكن المؤمن يعرف جيداً أن حياته هي بين يدَي الله الذي يحبه.

الجثو في بيت لحم يعني إعادة اكتشاف معنى الحياة التي منحنا إياها الله، والشعور بقربنا من ينبوع المحبة الحقيقية. الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في مدينة يحيط بها جدار علوهُ ثمانية أمتار يشكل مصدر حزن عميق. ينبغي أن نسعى إلى إسقاط جدار الأنانية والانفتاح على الآخرين. يجب أن نُسقط جدار الكبرياء ونعرف كيف نكون متواضعين. يتعين أن نسقط الجدار الذي لا يسمح لنا برؤية خطايانا ونطلب الرحمة من الله. ينبغي أن نُسقط جدار أحزاننا ونسأل الله أن يهبنا طريق الفرح الحقيقي وهو السير مع المسيح. لذا أطلب إلى الجميع أن يركعوا بتواضع وإيمان أمام الطفل المولود في بيت لحم كيما يجدوا فيه ينبوع الحياة والفرح الحقيقي.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.