2005-12-21 17:16:40

في مقابلة الأربعاء العامَّة قداسة البابا يقول إنَّ عمانوئيل الله معنا الذي ولد في بيت لحم من العذراء مريم هو نجمة حياتنا


أجرى قداسة البابا صباح اليوم مقابلته العامَّة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس وتمحورت حول عيد الميلاد. قال الأب الأقدس: تعال أيها الرب يسوع! هكذا نصلي في هذه الأيام، مهيئين قلوبنا لتذوق فرح ميلاد المخلّص. وفي هذا الأسبوع الأخير من زمن المجيء، ترافق الليتورجيا مسيرتنا الداخلية وتعضدها عبر نداءات متكرِّرة لإستقبال المخلّص، متعرِّفين إليه في الطفل المتواضع المضجع في مذود. هذا هو سرّ الميلاد، وكثيرة هي الرموز التي تساعدنا على فهمه بشكل أفضل، وبينها النور، الرمز الغني بالمعاني الروحيَّة.

فالنور أقوى من الظلام، تابع قداسة البابا تعليمه متحدِّثًا عن نور الخير الذي ينتصر على الشر، والمحبَّة التي تنتصر على الكراهية والحياة التي تقهر الموت. وبهذا النور الداخلي، النور الإلهي، يذكِّرنا الميلاد الذي يعود ليقترح علينا مجدَّدًا إعلان الإنتصار النهائي لمحبَّة الله على الخطيئة والموت. ومن خلال الإستعداد للإحتفال بفرح ميلاد المخلّص في عائلاتنا وجماعاتنا الكنسيَّة، أضاف قداسته يقول، وفيما تسعى ثقافة عصريَّة وإستهلاكيَّة لإلغاء الرموز المسيحيَّة للميلاد، على الجميع التمسك بقيمة التقاليد الميلاديَّة التي تشكِّل جزءًا من إرث إيماننا وثقافتنا، بهدف نقلها للأجيال الجديدة. وعبر رؤية الشوارع وساحات المدن مزيَّنة بالأنوار الساطعة، علينا ألاَّ ننسى بأنَّها تذكِّرنا بنور آخر، لا تراه العين إنَّما القلب. وحينما نضيء الشموع في الكنائس أو نضيء المغارة وشجرة الميلاد في البيوت، فلتنفتح نفوسنا على النور الروحي الحقيقي المُعطى لجميع البشر ذوي الإرادة الطيبة. فعمانوئيل، الله معنا، الذي ولد في بيت لحم من العذراء مريم، هو نجمة حياتنا!

"يا أيها النجم المشع، بهاء النور الأبدي وشمس العدالة، تعال وأَنر الجالس في ظلمات الموت وظلاله." نسأل الربَّ، قال الأب الأقدس، أن يعجِّل مجيئه الممجد وسطنا، لأنَّ فيه وحده، ترتوي الإنتظارات الصادقة للقلب البشري. وهذا النجم الذي لا يغرب، يمدُّنا بالقوة لمواصلة السير دائمًا على طريق الحقيقة والعدالة والمحبَّة! فلنعش هذه الأيام الأخيرة التي تسبق عيد الميلاد مع مريم، عذراء الصمت والإصغاء. ولتساعدنا على فهم وعيْش سرِّ ميلاد المسيح. بهذه المشاعر، ختم قداسة البابا تعليمه الأسبوعي يقول، أتمنَّى ميلادًا مجيدًا لجميع الحاضرين هنا ولعائلاتهم وجماعاتهم وأحبائهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.