2005-12-19 16:21:09

قداسة البابا يتسلَّم أوراق اعتماد سفير جمهورية فرنسا الجديد لدى الكرسي الرسولي


تسلَّم قداسة البابا صباح اليوم في الفاتيكان أوراق اعتماد سفير جمهورية فرنسا الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد برنار كيسيدجيان، ووجَّه له كلمة ضمَّنها تحيَّاته للرئيس شيراك والشعب الفرنسي بأسره، وذكَّر بالتزام الكنيسة الكاثوليكيَّة في المجتمع، على مختلف الأصعدة، وشجَّع المؤمنين الكاثوليك على مواصلة رسالتهم الرسوليَّة وأعمال التضامن الأخوي في الرعايا.

وانتقل الأب الأقدس ليتحدَّث عن احتفال فرنسا هذا العام بالذكرى المئوية الأولى لقانون الفصل بين الكنيسة والدولة، مذكِّرًا برسالة السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني لأساقفة فرنسا احتفالاً بهذه المناسبة، حين قال إنَّ مبدأ العلمانية يعني الفصل الصحيح بين السلطات، ولكنَّه لا يمنع الكنيسة من لعب دور فاعل في حياة المجتمع. كما ورحَّب قداسة البابا بلقاءات الحوار بين الكنيسة والسلطات المدنية، على مختلف الأصعدة.

وذكَّر الحبر الأعظم أيضًا بالفترات العصيبة التي تعيشها فرنسا على الصعيد الإجتماعي وعدم رضى شطر كبير من الشباب، وقال: إنَّ أعمال العنف الداخلي التي تطبع المجتمعات، والتي لا يمكن إلا إدانتها، تشكِّل رسالة من قبل الشباب تدعو إلى أخذ مطالبهم في عين الإعتبار وتقديم جواب ملائم على التوترات المأساوية، كما قال رئيس أساقفة بوردو ورئيس مجلس أساقفة فرنسا المطران جان بيار ريكار. وحيَّا الأب الأقدس جميع الملتزمين، عبر الحوار والقرب الأخوي من الشباب، في إعادة المناخ السلمي إلى المجتمع.

وتحدَّث قداسة البابا في كلمته إلى السفير الفرنسي الجديد عن العمَّال الأجانب وعائلاتهم الذين ساهموا في نموِّ فرنسا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقال: من الأهمية بمكان تقديم الشكر لهم على هذا الغنى الإقتصادي والثقافي والإجتماعي الذي شاركوا في صنعه. وأشار الأب الأقدس إلى أنَّ التحدي الحالي يكمن في عيش قيمتي الأخوَّة والمساواة، وشدَّد على أهميَّة أن يتمكَّن جميع المواطنين من تحقيق ثقافة مشتركة، تحمل القيم الأخلاقيَّة والروحية الأساسية، وعلى ضرورة اقتراح مثال مجتمعٍ للشباب كيما يثقوا دومًا بغدٍ أفضل، يُتيح لهم بناء حياتهم وإيجاد عمل يؤمِّن لهم حاجاتهم وحاجات عائلاتهم.

وانتقل البابا ليتحدَّث عن أهميَّة إيلاء اهتمام خاص بمؤسسة الزواج والعائلة وقال إنَّها ركيزة الحياة الإجتماعية ولها دور يتعذَّر استبادلُه في تربية الشباب وينبغي مساعدتها ودعمها. وحيَّا قداسته المربين والمدارس وجميع الحركات التي تدعم الأهلين في مهتمهم التربوية، عبر مساعدتهم على تنشئة ضمائر الشباب كيما يُصبحوا يومًا راشدين يتحلون بحس المسؤولية، وأكَّد أنَّ الكنيسة المتعلِّقة بالدفاع عن العائلة، تريد مساعدتهم في مهمتهم هذه.

ولفت قداسة البابا انتباه جميع البشر ذوي الإرادة الحسنة إلى خطورة تحويل الكائن البشري سيَّما ومنذ اللحظات الأولى لحياته إلى مجرَّد غرضٍ للأبحاث. كما وتحدَّث عن القمة الأفريقية الفرنسية الأخيرة في مالي، وقال إنَّ الدول الغنية تتحمَّل مسؤولية كبيرة في نمو المجتمعات ومساعدة المواطنين في البلدان التي تواجه المصاعب، ليس لتقديم المساعدات المالية وحسب، إنَّما لتنشئة أشخاص مسؤولين يجعلون هذه البلدان أكثر إستقلالية، ورائدة في الإقتصاد العالمي.

وفي ختام كلمته تمنَّى قداسة البابا التوفيق للسفير الفرنسي الجديد في مهمته وقال:من خلال إيكال شعب فرنسا وسلطاتها إلى حماية سيدة لورد والقديسين العديدين في بلادكم، اسأل الله أن يعضد الجميع، كيما يتمكنوا من بناء مجتمع يسوده السلام والعدالة ويساهموا في تعزيز التضامن بين الأفراد والشعوب.

تجدر الإشارة إلى أنَّ السفير الفرنسي الجديد لدى الكرسي السيد برناد كيسيدجيان من مواليد عام 1943. متزوج وله ولدان. تنقَّل في مهام ديبلوماسية عديدة، وكان سفيرًا لفرنسا في الجزائر واليونان، والممثل الدائم لبلاده لدى الأمم المتحدة في جنيف من عام 2001 وحتى عام 2005. يتكلّم الإنجليزية والإسبانية.








All the contents on this site are copyrighted ©.