2005-12-17 16:04:57

قداسة البابا يستقبل أساقفة بولندا في ختام زيارتهم القانونية الأعتاب الرسولية ويشدِّد على أهمية دور المؤمنين العلمانيين في حياة الكنيسة


استقبل قداسة البابا صباح اليوم في الفاتيكان المجموعة الثالثة والأخيرة من أساقفة بولندا في ختام زيارتهم القانونيَّة للأعتاب الرسوليَّة، ووجَّه لهم كلمة تمحورت حول دور المؤمنين العلمانيين في حياة الكنيسة، وقال:"تعطي الرعيَّة مثالاً رائعًا للعمل الرسولي الجماعي لأنَّها توحِّد كلَّ ما فيها من تنوعات بشريَّة وتُدخلها في جامعيَّة الكنيسة. فليتعوَّد العلمانيون أن يعملوا في الرعيَّة بالإتحاد مع كهنتهم وليطلعوا جماعتهم الكنسيَّة على مشاكلهم الخاصَّة ومعضلات العالم، وعلى القضايا التي تتعلَّق بخلاص النفوس فيبحثوها معًا ويجتهدون في إيجاد الحلِّ لها، بعد الإطلاع على آراء الجميع، وليساعدوا قدر المستطاع كل مبادرة رسولية وإرساليَّة تقوم بها جماعتهم الكنسيَّة."

وأشار البابا أيضًا إلى أنَّ الرعيَّة تشكِّل "جماعة كنسيَّة" و"عائلة كنسيَّة"، وقال إنَّ على الكهنة، بالدرجة الأولى، التعرف على أبناء الرعيَّة وإدارك حاجاتهم الروحيَّة والماديَّة. وفي ما يتعلَّق بالبشارة، تحدَّث الأب الأقدس عن أهميَّة التعليم المسيحي للبالغين، وذكَّر بما قاله آباء المجمع، أنَّ الإفخارستيا هي ينبوع البشارة وذروتها. كما وذكَّر البابا بما ورد في الرسالة العامَّة للسعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني حول الإفخارستيا وقال فيها إنَّ الكنيسة تسلَّمت الإفخارستيا من المسيح ليس كعطيَّة، مع انَّها من أثمن العطايا، بل عطية بامتياز، لأنَّها عطية ذاته، عطيَّة شخصه في إنسانيَّته المقدَّسة، وعطيَّة تدبيره الخلاصي.

وانتقل الأب الأقدس ليتحدَّث في كلمته لأساقفة بولندا عن الحركات الرسوليَّة التي نمت في الكنيسة سيَّما بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، بهدف البشارة، وقال إنَّ حركات كثيرة هي على اتصال مع الكنائس غير الكاثوليكيَّة، وقد تتمكَّن هكذا من تقديم إسهام كبير للعلاقات المسكونيَّة.

وذكَّر البابا أيضًا بما ورد في المجمع الفاتيكاني الثاني "فرح ورجاء": "على أولئك الذين لهم المؤهلات أن يتهيأوا لممارسة فن السياسة الشديد الصعوبة والشريف جدًا. فلينكبوا عليه بغيرة دون أن ينشغلوا بمصلحتهم الذاتية وليضحوا في سبيل الخير العام. ومن الأهميَّة بمكان أن ننظر نظرة صحيحة إلى العلاقات بين الجماعة السياسية والكنيسة. ويجب أن نميِّز بوضوح تام بين الأعمال التي يقوم بها المؤمنون، افراديًا أم جماعيًا، باسمهم الخاص كمواطنين مسترشدين بضميرهم المسيحي، وبين الأعمال التي يقومون بها باسم الكنيسة بالإتحاد مع رعاتها."

وتحدَّث البابا أيضًا عن نوع آخر من التزام العلمانيين في حياة الكنيسة وهو التطوع الآخذ بالنمو، لخدمة المحتاجين والمشرَّدين والمرضى وللدفاع عن الحياة البشرية والحقِّ في الحياة لكلِّ كائن بشري منذ الحبل به وحتى موته الطبيعي. وفي ختام كلمته إلى أساقفة بولندا في ختام زيارتهم القانونيَّة الأعتاب الرسوليَّة، ذكَّر البابا بندكتس السادس عشر بالبيانات الكثيرة للمجمع الفاتيكاني الثاني حول نشاطات العلمانيَّن في الكنيسة والعالم، ودعا الأساقفة إلى العودة إليها والتأمل بها، ومنح الجميع بركته الرسوليَّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.