2005-12-10 15:37:46

إنجيل الأحد 11 كانون الأول ديسمبر وقفة تأمل أسبوعية حول كلمة الحياة


ظهر رجل مرسل من لدن الله اسمه يوحنا جاء شاهداً ليشهد للنور فيؤمن عن شهادته جميع الناس  لم يكن هو النور بل جاء ليشهد للنور. وهذه شهادة يوحنا، إذ أرسل إليه اليهود من أورشليم بعض الكهنة واللاّويين يسألونه: "من أنت؟" فاعترف ولم ينكر، اعترف: "لست المسيح". فسألوه: "من أنت إذا؟ أأنت إيليا؟"  قال: "لست إياه". "أأنت النبي؟" أجاب: "لا!" فقالوا: "من أنت فنحمل الجواب إلى الذين أرسلونا؟ ما قولك في نفسك؟" قال: "أنا صوت مناد في البرّية: قوّموا طريق الرب. كما قال النبي أشعيا". وكان المرسلون من الفريسيين، فسألوه أيضا: "إذا لم تكن المسيح ولا إيليا ولا النبي، فلمَ تعمّد إذا؟" أجابهم يوحنا: "أنا أعمّد في الماء، وبينكم من لا تعرفونه، ذاك الذي يأتي بعدي، ولست أهلاً لأن أفكّ رباط حذائه". وجرى ذلك في بيت عنيا عِبر الأردن، حيث كان يوحنا يعمّد.

إنجيل يوحنا 1 / 6 - 8 و 19 - 28 

 

التأمل: RealAudioMP3

بمولده بشَّر ملاك، وهو الملاك الذي أرسله الله ليبشر العالم بميلاد الإبن الكلمة. وعند البشارة به، صمت من خرج من صلبه، الصوت الصارخ في البرية: أعدوا طريق الربّ واجعلوا طرقه قويمة! تعمَّد قبل أن يولد! إذ حلَّ عليه الروح القدس وهو بعد في الحشا، هو الذي سيعمد الربّ في حشا مياه الأردن، فيظهر الروح بشكل حمامة، ويخرج الله الآب من صمته ويكلمنا بوضوح بابنه الوحيد، بعدما كلَّمنا فيما مضى، كزكريا، بالإشارات.

رقص وهو عاجز بعد عن المشي! ابن الستة أشهر يطفر فرحًا في أحشاء أمه أليصابات عند سماعه لأول مرة صوت سلام الرب المتجسد في أحشاء العذراء مريم. أيرقص من مات بسبب رقصة؟ نعم إنَّه تعلَّم الرقص من الحشا للرب، تعلَّم من أبيه داود أن يرقص أمام تابوت العهد. عند مولده نطق زكريا! وشهد لمن هو الشاهد، وأعطاه الإسم، الإسم الموحي، "يوحنا"، الله الحنَّان، الذي حنَّ على زكريا بابن، وعلينا نحن البشر بابنه عمانوئيل.

عمَّد معمِّدَه؟ عمَّد الرب بالماء، وهو يشهد أمام الشعب كله قائلاً عن الآتي بعده: هو المعمِّد بالروح والنار!

نوره جعل البعص يتساءل هل هو النور؟ فأوضح لهم يوحنا الإنجيلي أنَّه ليس هو النور بل أتى ليشهد للنور. ولكن أيشهد للنور من هو في الظلمة؟ لا، ولكن، بما أنَّ النور يشرق في الظلمة، من نوره شرق علينا النور وأنار عيوننا المظلمة. يسوع ربنا المسيح أشرق لنا من حشا أبيه فجاء وانقذنا من الظلمة وبنوره الوهاج أنارنا. أشرق النور على الأبرار والفرح على مستقيمي القلوب. شهد الرب لا لنفسه! هل أنت المسيح، هل أنت إيليا التشبي هل أنتَ موسى النبي. أنت من أنت؟ شهد يوحنا لحقيقته. أنا المعمِّد بالماء، أنا غير مستحق أن أحُل رباط الآتي بعدي، والذي هو أعظم مني. ولكن، أيحتاج الله لمن يشهد له؟ أنَّ الله يريدنا أن نشهد لحقيقتنا أمامه، فنشهد بذلك له.

هذا هو الرجل، هذا هو يوحنا المعمدان، هذا هو "أعظم مواليد النساء" ولكن الأصغر في ملكوت الله هو أعظم منه!

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.