2005-12-07 16:11:58

في مقابلة الأربعاء العامَّة قداسة البابا يحدِّث المؤمنين عن المزمور 137


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامَّة في ساحة القديس بطرس، بحضور زهاء عشرين ألف مؤمن حدَّثهم عن المزمور المائة والسابع والثلاثين:" أعترفُ لكَ بكلِّ قلبي. أمام الملائكة أُشيد لك. أسجدُ نحو هيكل قدسك وأعترفُ لإسمكَ لأجلِ رحمتك وحقِّك، لأنَّك عظَّمت كلمتكَ فوقَ كلِّ اسمٍ لك. قد استجبتَ لي يوم دعوتكَ. رحَّبتَ لي فأضحتْ نفسي ذاتَ قوَّةٍ. يعترفُ لكَ يا ربُّ كلُّ ملوك الأرض حينَ يسمعونَ أقوالَ فمكَ. ويرنمِّون في طرقِ الربِّ لأنَّ مجدَ الربِّ عظيم. لأنَّ الربَّ عالٍ وينظرُ إلى المتواضعِ أمَّا المتكبِّرُ فيعرفهُ من بعيد. إذا سلكتُ فيما بين المضايقِ فإنَّك تُحييني. على غضبِ أعدائي تمدُّ يدكَ وتخلِّصُني يمينُك. الربُّ يُتمِّمُ عنِّي. يا ربُّ رحمتُكَ إلى الأبدِ فلا تُهمل أعمالَ يديك."

قال البابا إنَّ المزمور 137 هو نشيد شكر، ويعترفُ صاحبه بأنَّه يسجد نحو الهيكل المقدَّس، حيثُ يُنشد امام الربِّ الذي في السماوات مع جوق ملائكته، ولكنَّه في حالة إصغاء أيضًا في المجال الأرضي للهيكل. ويثق المصلّي بأنَّ اسم "الربِّ" أي حقيقته الشخصية الحيَّة والعاملة، وفضائل أمانته ورحمته، علامات العهد مع شعبه، تشكِّل سندًا لكلِّ ثقة ورجاء. ويتّجه النظر، وللحظة إلى الماضي، إلى يوم الألم: فعلى صراخ المؤمن استجاب الصوت الإلهي. "رحَّبتَ لي فأضحتْ نفسي ذات قوَّة"، وكأنَّ ريحًا عاصفة أبعدت الشكوك والمخاوف وطبعت قوَّة حيويَّة جديدة. وبعدها، ينظر صاحب المزمور إلى العالم: فكلُّ ملوك الأرض ينضمّون إلى المصلي في نشيد مشترك تسبيحًا لعظمة الربِّ وقوته.

وتابع الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي قائلا: إنَّ الموضوع الأول لمضمون هذا النشيد الذي ترفعه الشعوب كلُّها هو "المجد" و"طُرق الربّ". ونكتشف هكذا بأنَّ الله عالٍ ولكنَّه ينظرُ إلى المتواضع بحنان، ويُبعد المتكبّر. وكما يقول أشعيا النبي:"لأنَّه هكذا قال العليُّ الرفيعُ ساكنُ الخلودِ الذي القدّوسُ اسمُه، إنِّي اسكنُ في العلاءِ وفي القدسِ ومع المنسحقِ والمتواضعِ الروح، لأُحييَ أرواحَ المتواضعينَ وأُحييَ قلوب المنسحقين." وهكذا فإنَّ الله يختار الدفاع عن الضعفاء والضحايا: وهذا ما أُعلن على جميع الملوك، كي يعلموا خيارهم في حُكم الأمم.

وبعد هذا، أضاف البابا يقول، يعود المصلي ليرفع نشيد التسبيح لله، مع نظرة تمتدُّ نحو مستقبل حياته، فيطلب العون من الله حتَّى في المضايق التي ستخبِّؤها الحياة له، ويتحدَّث أيضًا عن "غضب أعدائه"، ولكنَّه يعلم بأنَّ الربَّ لن يتخلَّى عنه أبدًا، وسيمدّ يده ليخلِّصه. وخاتمة المزمور هي إعلان ثقة بالله:"يا ربُّ رحمتُك إلى الأبد، فلا تُهمل أعمالَ يديك"، أي خلقيتك. وعلينا أن نكون واثقين، أضاف البابا، بأنَّ المحنَ التي تنتظرنا، وإن كان حملها ثقيل، فلن نواجهها بمفردنا ولن تنسانا يد الربّ، وكما يقول بولس الرسول :"وإنِّي لواثقٌ بانَّ الذي بدأ هذا العملَ الصالحَ سيسيرُ في إتمامه."

وفي ختام مقابلته العامَّة، حيا قداسة البابا المؤمنين بلغات مختلفة خاصًا بالذكر الشباب والمرضى والأزواج الجدد،وتمنَّى أن يكون القديس أمبروزيوس للجميع، في عيده اليوم، مثالاً للأمانة ليسوع، في زمن المجيئ الذي نعيشه.








All the contents on this site are copyrighted ©.