قداسة البابا يستقبل أساقفة بولندا في زيارتهم القانونية الأعتاب الرسولية ويتحدَّث عن دور العلمانيين في تجديد المجتمع أخلاقيًا

استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم في الفاتيكان وفدًا من أساقفة بولندا في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، ووجَّه لهم كلمة تطرَّق فيها إلى البشارة الجديدة ومهمَّة الكهنة الأبرشيين والجمعيات الرهبانية ورسالة العلمانيين، وعاد بالذاكرة إلى كلمات السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته بولندا في حزيران يونيو من عام 1979 حين قال إنَّ البشارة في الآلف الجديد، لا بدَّ من تستند إلى عقيدة المجمع الفاتيكاني الثاني وينبغي أن تكون، كما يعلِّم المجمع، عملاً مشتركًا للأساقفة والكهنة والرهبان والعلمانيين، عمل الوالدين والشبان.

وأضاف البابا بندكتس السادس عشر يقول:إنَّ الأسقف هو المسؤول عن عمل البشارة بالدرجة الأولى، وأولى معاونيه هم الكهنة الأبرشيون، ويبنغي عليه أيضًا إيلاء اهتمام خاص بنوعيَّة التنشئة في الإكليريكيات. والتنشئة الثقافية لكهنة المستقبل لا تكفي لوحدها، إنَّما يجب الإهتمام بتنشئتهم الروحية. ومن الأهميَّة بمكان، قال البابا ألاَّ تنتهي التنشئة الثقافية والروحية في الإكليريكيَّة، إذ لا بدَّ من مواصلة هذه المسيرة على الدوام.

وحثَّ الحبر الأعظم أساقفة بولندا على مواصلة اللقاءات والرياضات الروحية في الأبرشيات، التي تسمح للكهنة بمقاسمة مشاكلهم وإنجازاتهم الراعوية، وقال: إنَّ الأسقف كراع، مدعو إلى إحاطة كهنته بالعطف الأبوي." وشكر قداسته الله على الدعوات الكثيرة في بولندا سيما في المناطق الجنوبية، وحثَّ الأساقفة على تشجيع الكهنة على الخدمة الإرسالية.

ودعا قداسة البابا في كلمته أساقفة بولندا إلى الإهتمام بالجمعيات الرهبانية والتأملية في بلادهم وانتقل للحديث عن دور العلماني في عمل البشارة وقال إنَّ أحد أهداف نشاط العلمانيين هو تجديد المجتمع أخلاقيا والمشاركة أيضًا في الحياة العامَّة والسياسية، وذكَّر البابا بندكتس السادس عشر بكلمات يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي "العلمانيون المؤمنون بالمسيح": يحقّ للجميع، ولكل فرد، بل يتوجب عليهم أن يشاركوا في الحياة السياسية.

واشار البابا إلى أنَّ الحوار الذي يقوم به العلماني الكاثوليكي في ما يتعلق بالمسائل السياسية يكون فعالاً ويخدم الخير العام عندما يرتكز إلى محبَّة الحقيقة وروح الخدمة والتضامن عبر الإلتزام في خدمة الخير المشترك. وفي ختام كلمته إلى أساقفة بولندا في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، منح قداسة البابا الجميع بركته الرسولية.