رسالة قداسة البابا إلى الكاردينال بوبار بمناسبة انعقاد الجلسة العامة العاشرة للأكاديميات الحبرية

وجّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الخميس رسالة إلى الكاردينال بول بوبار رئيس المجلس البابوي للثقافة، بمناسبة انعقاد الجلسة العامة العاشرة للأكاديميات الحبريَّة في روما.  استهلّ الحبر الأعظم رسالته موجّهاً تحياته الحارة إلى جميع المشاركين في اللقاء الذي يرمي إلى إعطاء دفع متجدد لنشاط الأكاديميات البابوية، وهي لقاءات شاءها ـ لعشر سنوات خلت ـ خادم الله السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني.

وتابع الحبر الأعظم رسالته مشدداً على أهمية أن ينفتح الإنسان على الله وعلى الآخرين.  وأشار الأب الأقدس إلى أن الربّ يدعونا إلى تجنيد كافة طاقاتنا لبلوغ مستوى راق من الإنسانية، كما يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس التي يدعو فيها المسيحيين إلى عدم التصرّف كالوثنيين الذين "يتبعون مذهبهم الباطل لظلام بصائرهم، وقد جعلهم جهلُهم غرباءَ عن حياة الله لقساوة قلوبهم".  وأكّد قداسته أن تلاميذ المسيح الحقيقيين يسعون إلى أن يكونوا كاملين ويبلغوا "القامة التي توافق سَعةَ المسيح" (أفسس 4، 13). 

وحثّ قداسة البابا الأكاديميين في ختام رسالته على السعي، كلٌّ حسب طاقاته ومجال اختصاصه، إلى تعريف رجال ونساء زمننا على جمال وطيبة وحقيقة وجه يسوع المسيح، وتشجيعهم على الاقتداء بمثله في حياتهم اليومية، لأنهم يجدون فيه وحده ملءَ الكيان البشري وكماله.  هذا ثم أوكل قداسة البابا جميع المشاركين في الجلسة العامة العاشرة للأكاديميات الحبرية إلى حماية العذراء مريم ومنح الكلّ فيض بركاته الرسولية.