2005-11-16 15:51:08

المزمور 135 محور مقابلة قداسة البابا العامة مع المؤمنين


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة والنصف من صباح هذا الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.  وتمحورت تعاليم قداسته هذا الأسبوع حول المزمور المائة والخامس والثلاثين.  قال البابا إن القسم الأول من هذا المزمور الذي شكّل محور تأملنا الأسبوع الماضي، يصوّر لنا عظمة الله الخالق، صانع السماوات والأرض ومعجزات الكون، ويعلن فيه صاحب المزامير إيمانه بالله الخالق، من خلال التأمل بخلائقه الكونية. 

وبعدها يتطرق المزمور المائة والخامس والثلاثون إلى الأحداث التاريخية التي تعكس وجود الله وسط شعبه.  فيتحدّث صاحب المزامير عن تحرير شعب الله من نير العبودية وخروجه من مصر والسفر الشاق والمضني في صحراء سيناء.  ويتطرق المزمور إلى اجتياز شعب الله البحر الأحمر: "لفالق بحرِ القُلزُم فلقاً فإن إلى الأبد رحمتَه". 

وإذا أعدنا قراءة هذا الحدث من وجهة النظر المسيحية، قال البابا، فإنه يرمز إلى تحرير شعب الله من الشر بواسطة نعمة المعمودية، كما يقول القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس: "إن آباءنا كانوا كلّهم تحت الغمام، وكلّهم جازوا في البحر، وكلّهم قبلوا المعمودية في الغمام وفي البحر فصاروا من أتباع موسى، وكلّهم أكلوا طعاماً روحانياً واحداً، وكلّهم شربوا شراباً روحانياً واحداً، فقد كانوا يشربون من صخرة روحانية واحدة ترافقهم، وهذه الصخرة هي المسيح".

وتابع قداسة البابا تعليمه الأسبوعي قائلاً: يصوّر لنا المزمور المائة والخامس والثلاثون عبور الشعب المختار صحراء سيناء.  ويُظهر الربَّ كـ"محارب" يقف إلى جانب شعبه ويدافع عنه وينصره على أعدائه.  والبحر والصحراء يرمزان إلى طريق العبور من الشر والقمع نحو هبة الحرية وباتّجاه أرض الميعاد. 

وترمز هذه الأرض التي يتغنّى بها القسم الأخير من المزمور إلى هبة الحرية التي يمنحها الله لشعبه ... الله الذي يفي بالوعد الذي قطعه حيال شعبه: "وأعطى أرضَهم ميراثاً فإن إلى الأبد رحمته.  ميراثاً لإسرائيل عبدهِ فإن إلى الأبد رحمته.  هو الذي ذكرنا في مذلّتنا فإن إلى الأبد رحمته، وخلّصنا من مضايقنا فإن إلى الأبد رحمته".

ومضى قداسته إلى القول: المزمور المائة والخامس والثلاثون يسلّط الضوء إذاً على البعدين الكوني والتاريخي اللذين تجلّت فيهما صورة الله.  فالربّ هو خالق الكون لكنه في الوقت نفسه قريب من خلائقه، وبلغ قربُ الله منا ذروته من خلال تجسّد ابنه الوحيد يسوع المسيح.  وقراءة هذا المزمور من وجهة النظر المسيحية تبين لنا حبَّ الله لشعبه ... "الله الذي بلغ من حبّه للعالم أنه جاد بابنه الواحد لكي لا يهلك من يؤمن به بل ينال الحياة الأبدية".

وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين وجّه الحبر الأعظم تحياته المعتادة بلغات عدّة إلى وفود الحجاج والمؤمنين، خاصّاً بالذكر المرضى والشبيبة والأزواج الجدد، ثم منح الجميع فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.