أعمال العنف مستمرة ضدّ الجماعة المسيحية في باكستان

أوردت وكالة الأنباء الكنسيّة الآسيوية آسيا نيوز أن ثلاث كنائس، وديراً للراهبات، ومدرستين كاثوليكيتين، ومنزلين لقس بروتستنتي وكاهن كاثوليكي تعرّضت كلّها للنهب والإحراق على يد ما يقارب ألفي شخص في بلدة ساغلا هيل في إقليم البنجاب الباكستاني.  وأضافت الوكالة عينها أن ما لا يقل عن أربعمائة وخمسين عائلة مسيحية نزحت عن البلدة المذكورة على أثر أعمال العنف هذه وتخشى العودة إلى ديارها.

ويقول بهذا الصدد رئيس أساقفة لاهور المطران لورانس سالدانا إن هذه الاعتداءات الخطيرة تم التخطيط لها مسبقاً وتدخل في إطار استراتيجيّة "وُضعت عن سابق تصوّر وتصميم".  وأضاف سيادته ـ نقلاً عن شهود عيان ـ أن المعتدين نُقلوا بالحافلات إلى مكان الهجوم وتم تحريضهم على ارتكاب هذه الجرائم.  وحثّ رئيس أساقفة لاهور السلطات الباكستانية على الدفاع عن الأقلية المسيحيّة. 

وكانت أعمال العنف قد بدأت بعد أن وُجّهت اتّهامات بـ"التجديف" إلى أحد السكان المحليين ويُدعي يوسف مسيح، غير أن مصادر أبرشية لاهور أشارت إلى أن هذه الاتّهامات عارية تماماً من الصحة، موضحةً أن بعض المسلمين وجّهوا الاتّهامات إلى يوسف مسيح بعد أن نشب خلاف مادي مع عائلة هذا الأخير. 

وأوردت وكالة آسيا نيوز أن أحد المسؤولين المسيحيين المحليين اتّصل بالشرطة فور وصول المعتدين إلى بلدة ساغلا هيل، لكن رجال الأمن لم يحرّكوا ساكناً لردع هذا الاعتداء.  فيما روى شاهد عيان أن عناصر الشرطة كانت موجودة أمام الكنيسة الكاثوليكية عندما اقتحمها المهاجمون، ولم تتدخّل للحيلولة دون الاعتداء على دور العبادة. 

وعلى أثر الاعتداء نشرت لجنة عدالة وسلام التابعة لمجلس الأساقفة المحلي، بياناً ندّدت فيه بأعمال العنف وأعربت عن قلقها الشديد حيال الأنباء الحاكية عن عدم تدخّل رجال الأمن لاحتواء أعمال العنف.  وجاء في البيان: "يبدو لنل أن الشرطة المحلية متواطئة مع بعض المجرمين الذين يستغلون الدِّين لإشعال فتيل أعمال العنف وتأجيج مشاعر الحقد حيال الأقليات الدينية". 

هذا ودعت اللجنة الأسقفيّة السلطات الباكستانية إلى فتح تحقيق قضائي في ما جرى ـ دون أية مماطلة ـ للكشف عن أسباب هذا الحادث وتحديد المسؤولين عنه، كما طالبت اللجنة باتّخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة بحقّ رجال الأمن الذين تقاعسوا عن تأدية واجباتهم.  كما طالبت السلطات المحلية بتربية المواطنين الباكستانيين على قيمتَي التسامح والسلام، والقضاء على آفة التمييز في المدارس ووسائل الإعلام، وإلغاء القوانين المجحفة بحقّ الأقليات الدينية.