2005-11-12 17:20:11

إنجيل الأحد 13 تشرين الثاني نوفمبر وقفة تأمل أسبوعيَّة حول كلمة الحياة


قال الربُّ يسوع:"فمثلُ ذلك كمثَل رجلٍ أرادَ السفرَ، فدعا عبيدَه وسلَّمَ إليهم أموالَه. فأعطى أحدَهم خمسَ وزناتٍ والثاني وزنتيْن والآخَرَ وزنةً واحدة، كلاًّ منهم على قدْر طاقته، وسافر. فأسرعَ الذي أخذَ الوزناتِ الخمس إلى المتاجرة بها فربح خمس وزنات. وكذلك الذي أخذَ الوزنتيْن فربح وزنتيْن. وأمَّا الذي أخذَ الوزنة الواحدة، فإنَّه ذهبَ وحفرَ حفرةً في الأرضِ ودفنَ مالَ سيِّده.

وبعد مدَّة طويلة، رجَعَ سيِّدُ أولئكَ العبيد وحاسبَهم. فدنا الذي أخذَ الوزنات الخمس، وأدَّى معها خمس وزنات وقال:"يا سيِّد، سلَّمتَ إليَّ خمس وزنات فإليك معها خمس وزنات ربحتُها." فقال له سيِّده:"أحسنتَ أيُّها العبدُ الصالح الأمين! كنتَ أمينًا على القليل، فسأقيمكَ على الكثير: أُدخل نعيمَ سيِّدك." ثمَّ دنا الذي أخذَ الوزنتيْن فقال:"يا سيِّد سلَّمتَ إليَّ وزنتين، فإليك معهما وزنتين ربحتُهما." فقال له سيِّده:"أحسنتَ أيُّها العبدُ الصالح الأمين! كنتَ أمينًا على القليل، فسأقيمكَ على الكثير: أُدخل نعيمَ سيِّدك." ثمَّ دنا الذي أخذَ الوزنة الواحدة فقال:"يا سيِّد عرفتُكَ رجلاً شديدًا تحصدُ من حيثُ لم تزرعْ، وتجمعُ من حيثُ لم توزِّعْ، فخفتُ وذهبتُ فدفنتُ وزنتكَ في الأرض، فإليك مالك." فأجابه سيِّده:"أيُّها العبدُ الكسلانُ الجبان! عرفتني أحصدُ من حيثُ لم أزرعْ وأجمعُ من حيثُ لم أوزِّعْ، فكان عليكَ أن تضعَ مالي عندَ أصحاب المصارف، وكنتُ في عودتي أستردُّ مالي من الفائدة. فخذوا منه الوزنة وأعطوها الذي معه الوزنات العشْر: لأنَّ كلَّ من كان له شيئ يُعطى فيفيض. ومن ليس له شيئ يُنتزعُ منه حتَّى الذي له. وذلك العبدُ الذي لا خيرَ فيه، ألقوه في الظلمةِ البرَّانية. فهناك البكاء وصريف الأسنان." (متى 25/ 30 ـ 14)

 

التأمل:RealAudioMP3

       ضرب لنا المسيح هذا المثل كي يعيد إلى أذهاننا ما كنا قد نسيناه وهو أن ملكوت الله ليس أكلاً وشرباً، أي غير دنيوي: "مملكتي ليست من هذا العالم" يقول الربّ.

       الوزنة في ذلك الزمان لم تكن قطعة نقد واحدة بل مبلغاً كبيراً من المال.  فقد أُوكل إلى كلّ من العبيد مبلغ معين من المال بحسب مهارته التجارية، لكي يتّجر بها.

الوزنة هي ما يكتنزه كلّ مسيحي من محبة وإيمان ورجاء بكلام الربّ وبخلاصه.  فهي إن دلّت على شيء فلا شكّ أنها تدلّ على المسؤولية الكبرى والواجب والعمل التي ألقاها الربّ علينا، كما على الرسل من قبلنا، خلال غيابه: حتى إذا عاد يكافئ كلاً منا على ما أعطت يداه وقلبه وفكره.  فلا مبرر لنا للتواني والكسل والرفض، بل نشاط وغيرة وعمل في كرم الربّ.

لا يُمكننا بلوغ نظرة الحكمة الحقة إلى الحبّ دون عون الروح القدس.  لهذا قال الرسول بولس إلى الكورنثيين "ولا يستطيع أحد أن يقول "يسوع رب" إلا بإلهام الروح القدس".  أليس هو الحب الجنوني الذي دفع الرسل والتلاميذ إلى التضحية بأنفسهم من أجله؟  أليس هو الحبّ الجنوني ذاته الذي حدا بالعبد الثالث إلى رفض التضحية بذاته ورفض المتاجرة بالوزنة الواحدة؟  هل يحقّ لنا أن نحكم على أخلاقيات ونوايا معلمنا الذي أوكل إلينا مسؤوليات، وأعطانا مواهب متنوّعة؟

يقول بولس الرسول إلى رسالته إلى الرومانيين: "فإن المسيح لم يرسلني لأعمّد، بل لأعلن البشارة غير معوّل على حكمة الكلام لئلا يبطل صليب المسيح، لأن الكلام على الصليب حماقة عند الذين يسلكون سبيل الهلاك، وأما عند الذين يسلكون سبيل الخلاص، إي عندنا، فهو قدرة الله".

"غيرة بيتكَ أكلتني ... عقيمة هي الأعمال بدون شغف".  كثيرة هي الأمثال والأقوال المأثورة في هذا المجال.

ما هو موقفنا من الربّ المعلّم السيد؟ هل نقول له أمهلنا بعض الوقت كي تُثمر مواهب الحبّ فينا المزروعة في كرمك؟  متى حان الوقت فلا بد من القطاف والمكافأة من بعد.

لنتعلّم من هذا المثل أن مستقبلنا يتوقّف على الطريقة التي نستخدم بها وكالتنا في هذه الحياة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.