2005-10-28 16:25:13

رسالة قداسة البابا إلى رئيس لجنة الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهود بمناسبة الذكرى السنوية 40 لصدور الإعلان المجمعي "في عصرنا"


بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الأربعين لصدور الإعلان المجمعي "في عصرنا" وجّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر رسالة إلى رئيس لجنة الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهود، نيافة الكاردينال والتر كاسبر.  كتب البابا في رسالته يقول: أربعون سنة مضت على صدور الإعلان المجمعي في عصرنا حول علاقات الكنيسة الكاثوليكية مع الديانات غير المسيحية، والذي فتح صفحة جديدة من العلاقات مع الشعب اليهودي وشكّل ركيزة لحوار لاهوتي صادق.

ويشكل الاحتفال بالذكرى السنوية الأربعين على صدور إعلان "في عصرنا" مناسبة لرفع الشكر لله الكلي القدرة على الجهود الشجاعة التي بذلها العديد من الأشخاص من أجل تحقيق المصالحة وتعزيز التفاهم بين المسيحيين واليهود، سيما في أعقاب المحرقة النازية الأليمة.

وتابع قداسة البابا يقول: لقد ألقى الإعلان المجمعي "في عصرنا" الضوء على ضرورة تخطّي الأحكام المسبّقة وسوء التفاهم واللامبالاة ولغة العدائية.  وساعد هذا الإعلان على ترسيخ أسس التفاهم والاحترام المتبادلين والتعاون والصداقة بين الكاثوليك واليهود، وحثّ الجماعتين على الاعتراف بجذورهما الروحية المشتركة، وإيمانهما بالإله الواحد، خالق السماء والأرض، والذي أقام عهداً مع "الشعب المختار"، ومنحه الثقة والعزاء.

وفي هذه المناسبة، وفيما ننظر إلى الخطوات الإيجابية التي أُنجزت خلال العقود الأربعة الماضية، ينبغي أن نجدد التزامنا في السير قدماً على الطريق التي خطّها الإعلان المجمعي.  ومنذ بداية حبريتي، وبنوع خاص خلال زيارتي الكنيس اليهودي في كولونيا بألمانيا، أعربتُ عن عزمي على السير في خطى سلفي البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني.  ينبغي أن يستمر الحوار اليهودي ـ المسيحي، كيما تتقوى علاقات الصداقة بين الجماعتين. 

إني لواثق، ختم البابا رسالته إلى الكاردينال كاسبر يقول، بأن اليهود والمسيحيين سيسعون في المستقبل للشهادة للإله الواحد ووصاياه وسيدافعون سوياً عن قدسية الحياة والكرامة البشرية وحقوق العائلة وسيسعون إلى بناء عالم تسوده العدالة والمصالحة والسلام لتنعم بهذه القيم الأجيال الجديدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.