2005-10-17 15:57:22

البابا بندكتس السادس عشر يتذكَّر يوحنا بولس الثاني في مقابلة مع التلفزيون البولندي الرسمي


بثَّ التلفزيون البولندي الرسمي مساء أمس الأحد وقائع المقابلة التي أجراها الأب أندريا مايفسكي مع قداسة البابا بندكتس السادس عشر، يوم العشرين من أيلول سبتمبر الفائت، في المقرِّ الرسولي الصيفي ببلدة كاستيل غاندلوفو القريبة من روما، وباللغة الإيطاليَّة. الأب مايفسكي هو المسؤول عن البرامج الكاثوليكيَّة في التفلزيون البولندي الرسمي، وقد تولَّى لأكثر من عشرة أعوام رئاسة القسم البولندي في إذاعة الفاتيكان.

وفي أوَّل سؤال عن الصداقة التي وُلدت مع الكردينال كارول فويتيوا، ومتى تعرَّف إليه، قال البابا بندكتس السادس عشر إنَّه تعرَّف إليه شخصيًا أثناء اليومين السابقين للكونكلاف وخلاله في عام 1978، ولكنَّه سمع عنه أيضًا في إطار تبادل الرسائل بين الأساقفة البولنديين والألمان في عام 1965. وأضاف قداسته يقول إنَّ الكرادلة الألمان حدَّثوه عن الفضل والإسهام الكبير الذي قدَّمه في هذا الصدد رئيس أساقفة كراكوفيا.

وأضاف الأب الأقدس يقول إنَّه وبفضل الله، وبدون استحقاق شخصي، نال منذ البداية عطيَّة صداقته. وأثناء رؤيته مصليًا بنوع خاص، علم بأنَّه رجل الله. وخلال لقاءات الكرادلة التي سبقت الكونكلاف، ألقى كلمات عديدة، وتسنَّى له تقدير اتساع تفكيره. وهكذا، نشأت ببساطة صداقة نابعة بحقٍّ من القلب. وبعد انتخابه حبرًا أعظم، دعاه البابا غير مرَّة إلى روما، ومن ثمَّ عيَّنه عميدًا على مجمع العقيدة والإيمان.

وعن أهمِّ النقاط في حبريَّة يوحنا بولس الثاني، قال البابا بندكتس السادس عشر: أعتقد أنَّه يمكنُ تبنِّي وجهتَي نظر: خارجيَّة، حول العالم، وداخليَّة حول الكنيسة. وفي ما يتعلَّق بالعالم، أعتقدُ أنَّ الأب الأقدس، ومن خلال كلماته وشخصه وحضوره وقدرته على الإقناع، قد أوجدَ إدراكًا جديدًا للقيم الأخلاقيَّة وأهميَّة الديانة في العالم. وقد حملَ هذا كله انفتاحًا جديدًا وإدراكًا أكبر لمشاكل الديانة ولضرورة البعد الديني لدى الإنسان، وإضافة إلى ذلك نمت أهميَّة أسقف روما بطريقة لا يمكن تصوّرها.

وأضاف قداسة البابا يقول إنَّ يوحنا بولس الثاني كان الناطق باسم القيم الكبرى للبشريَّة. وقد توصَّل أيضًا إلى خلق مناخ حوار بين الديانات الكبرى ومعنًى مشترك للمسؤوليات إزاء العالم، وأنَّ أعمال العنف والأديان متعارضتان، ومعًا، علينا البحث عن درب السَّلام، وذلك في إطار مسؤوليتنا المشتركة إزاء البشريَّة.

أمَّا بالنسبة لأوضاع الكنيسة، مضى البابا بندكتس السادس عشر إلى القول: "أستطيع أن أقول بداية، إنَّه أثار حماسة الشبيبة للمسيح. وإنَّه شيء جديد، إذا فكَّرنا بالشبيبة عام 1968 وفي السبعينات." وأشار البابا إلى أنَّ يوحنا بولس الثاني قد أوجد في الكنيسة، محبَّة جديدة للإفخارستيا. ونحن ما زلنا نعيش سنة الإفخارستيا التي أرادها بمحبَّة لا توصف. وقد أوجد أيضًا إدراكًا جديدًا لعظمة الرحمة الإلهيَّة، وعمَّق المحبَّة للعذراء القديسة. ولا بدَّ من الإشارة أيضًا، قال البابا، وكما نعلم جميعنا، إلى إسهامه في التبدلات الكبرى في العالم في عام 1989.

وفي سؤال عن لقاءاته الشخصيَّة مع يوحنا بولس الثاني، قال البابا بندكتس السادس عشر:"إنَّ آخر لقائين كانا في مستشفى جيمللي في الخامس والسادس من شباط فبراير، وعشيَّة وفاته، في غرفته." خلال أوَّل لقاء، كان البابا يتألَّم ولكنَّه كان واعيًا تمامًا. قصده في لقاء عمل، وكان الأب الأقدس، وعلى الرغم من ألمه، يصغي إليه بانتباه كبير. وكان يُطلعه على قراراته بكلمات معدودة، يمنحه بركته ويرحِّب به بالألمانيَّة." وأشار البابا إلى أنَّ ذلك أثَّر به كثيرًا. أمَّا اللقاء الثاني، فكان عشيَّة وفاته، كان يتألَّم وقد التفّ حوله الأطباء والأصدقاء. منحه بركته ولم يكن قادرًا على الكلام كثيرًا.

وفي سؤال عن مدى شعور البابا بندكتس السادس عشر بحضور يوحنا بولس الثاني، وبأيَّة طريقة، سيَّما وأنَّه يتذكَّره غالبًا في كلماته، قال الحبر الأعظم: عبر الكلام عن إرث البابا، نسيت الحديث عن الوثائق الكثيرة التي تركها:14 رسالة عامَّة ورسائل راعوية كثيرة، وكلُّ ذلك يمثِّل إرثًا غنيًا. أشعر أنَّ رسالتي الأساسيَّة والشخصيَّة عدم نشر وثائق كثيرة جديدة، إنَّما استيعاب تلك الرسائل لأنَّها تشكِّل كنزًا غنيًا جدًا.

وأضاف البابا بندكتس السادس عشر يقول: البابا قريب منِّي من خلال كتاباته: أسمعه وأراه يتكلَّم، وأستطيع أن أبقى بحوار متواصل معه، لأنَّه يحدثني دائمًا من خلال كلماته. أنا قريب من البابا يوحنا بولس الثاني وهو أيضًا، يساعدني لأكون بالقرب من الربّ وأبحث عن الدخول في مناخ صلاته وحبّه للربّ والعذراء القديسة وأتَّكل على صلواته.

أمَّا السؤال الأخير الذي وجَّهه الأب أندريا مايفسكي إلى البابا بندكتس السادس عشر فتمحور حول زيارته بولندا فقال: إن شاء الله ذلك وسمحت لي الظروف، لدي نيَّة لزيارة بولندا. لقد تكلَّمت مع المونسنيور دجيفيتش عن التاريخ وقالوا لي إنَّ شهر حزيران يونيو المقبل سيكون الوقت الأكثر ملاءمة. بالطبع، لا بدَّ من تنظيم كل شيئ. ولكن أعتقد أنَّه، وإذا ما سمح الرب لي بذلك، قد أزور بولندا في يونيو القادم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.