2005-10-17 15:57:39

أهميَّة الحوار المسكوني وواجب التضامن مع الإخوة والأخوات في الصومال: محور كلمة قداسة البابا إلى أساقفة أثيوبيا وإرتريا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية وفي الذكرى السنوية 75 لتأسيس المعهد الحبري الأثيوبي في الفاتيكان


زار قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الاثنين المعهد الحبري الأثيوبي في الفاتيكان بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين على تأسيسه.  والتقى قداسته أساقفة أثيوبيا وإرتريا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، ووجه لهم كلمة استهلها مرحباً بهم في الفاتيكان ومعرباً عن سروره الكبير للقائهم.  ثم قال قداسته: من البديهي أن نلتقي أيها الأخوة الأعزاء في المعهد الحبري الأثيوبي، في وقت تحفلون فيه بمرور خمس وسبعين سنة على إنشاء هذا المبنى داخل دولة حاضرة الفاتيكان، وهذا ما يعكس رباط الشركة الوثيق بين كنيستكم والكرسي الرسولي.

وتابع الحبر الأعظم يقول: لقد ورثتم تقليداً عريقاً في الشهادة للمسيح، وكان قد زرع بذار هذه الشهادة طلب وزير الملكة الأثيوبية بأن ينال سر العماد، كما يروي لنا كتاب أعمال الرسل.  وكان سكان منطقة القرن الأفريقي، قد رحّبوا خلال القرون الماضية بالمرسلين الأوروبيين الذين ساهم نشاطهم في تمتين العلاقات بين كرسي بطرس والكنيسة المحلية. 

مما لا شك فيه ـ مضى قداسة البابا إلى القول ـ أن الشهادة المسيحية التي تقدمونها، بغض النظر عن الاختلافات والفوارق السياسية والإتنية، تلعب دوراً رئيساً في إحلال الوفاق والمصالحة في تلك المنطقة.  فالالتزام الصادق في السير على خطى المسيح، "الطريق والحق والحياة"، يسمح بتخطي الصعاب وسوء التفاهم، لأن الله صالح العالم بواسطة المسيح، كما يقول لنا القديس بولس الرسول، وفي المسيح وحده يجد البشر جميعهم الأجوبة الناجعة على تساؤلاتهم وطموحاتهم. 

وتابع قداسة البابا كلمته إلى أساقفة أثيوبيا وإرتريا مشجّعاً إياهم على تعزيز التضامن مع أخوتهم وأخواتهم المتألمين في الصومال، حيث يحول انعدام الاستقرار السياسي دون العيش بكرامة.  "ساعدوا شعبكم على أن يفهم أن لا سلام بدون عدالة ولا عدالة بدون غفران (كما جاء في عنوان رسالة اليوم العالمي للسلام 2002)، وبهذه الطريقة تصبحون أبناء حقيقيين لأبيكم السماوي.

يكتسب الحوار المسكوني في بلادكم، حيث الجماعة الكاثوليكية أقلية، أهمية كبرى.  لا تدعوا أية مشكلة تقف عائقاً أمام السعي الدؤوب إلى تعزيز الحوار المسكوني.  وتابع الحبر الأعظم كلمته متحدثاً عن رباط الأخوة بين المسيحيين الذي يستمد جذوره من سر العماد، عندما يصبح المعمدون كلهم أعضاء في جسد المسيح الواحد.

لقد احتفلتُ مؤخراً في اليوم العالمي للشبيبة في كولونيا مع عدد كبير من الشبان والشابات الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذا الحدث.  إني أحثّكم اليوم أيها الأساقفة الأعزاء على مساعدة الأجيال الناشئة في اكتشاف رباط الصداقة مع المسيح، شجعوا الشبان على أن يكونوا تلامذة حقيقيين للمسيح ويلبّوا نداء الله إذا ما دعاهم لخدمته من خلال معانقة سر الكهنوت أو الحياة الرهبانية.

تأتي زيارتكم إلى روما تزامناً مع اختتام السنة الإفخارستية.  وأود أن أشجّعكم على التأمل بعمق في هذا السر العظيم الذي منح من خلاله المسيح نفسه لنا، كي نتغذّى من خبز الحياة ونصير مشابهين له.  ساعدوا شعبكم ـ الذي اختبر المجاعة والقمع والحرب ـ على أعادة اكتشاف سر الإفخارستية القادر على تجديد العالم وتحويل العنف إلى إعمال محبة والعبودية إلى حرية والموت إلى حياة.  وفي نهاية كلمته إلى أساقفة أثيوبيا وإرتريا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية أوكل البابا ضيوفه إلى حماية العذراء مريم، امرأة الإفخارستية، ومنحهم فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.