2005-10-08 14:16:33

إنجيل الأحد 9 تشرين الأوّل أكتوبر 2005 وقفة تأمل أسبوعية حول كلمة الحياة


   "ولمَّا خرجَ يسوع إلى الطريق، أسرعَ إليه رَجُلٌ فجثا له وسألَه:"أيُّها المُعلِّم البَرُّ، ماذا أعمَلُ لأَرِثَ الحياة الأبديَّة؟" فقال له يسوع:"لِمَ تدعوني بَرًّا، لا بَرَّ إلاَّ الله وحدَه. أنتَ تعرِفُ الوصايا:"لا تقتل، لا تزنِ، لا تَسرِق، لا تشهَدْ بالزور، ولا تظلم، أكرِم أباكَ وأمَّك".

   فقال له:"يا مُعلِّم، هذا كلَّهُ حَفِظتُ منذ صِباي". فحدَّق إليه يسوع فأحبَّه فقال له:"واحدةٌ تُعوِزُكَ. اذهَب فَبِع كلَّ شيءٍ تملِكُهُ وتصدَّقْ بثمَنِهِ على الفقراء، فيكون لكَ كنزٌ في السماء، وتعال فاتبَعني". فاغتمَّ لهذا الكلام ومضى حزيناً، لأَنَّه كان ذا مالٍ كثير...". مرقس:(10، 17-30)

RealAudioMP3

التأمُّل:

 

   يعلِّمنا إنجيل هذا الأحد، إخوتي وأخواتي الأعزاء، كيف نكون حكماء وسط عالم تناقضات الفقر والغنى. نظر يسوع إلى الشاب الغني فأحبَّه، ومن أحبَّه يسوع يدعوه ليتبعه. واتباع يسوع يتطلَّب ترك ما للذات من ملذَّات وخيرات ليسير المرء حرًّا وخفيفاً على طرقات بناء الملكوت على أرضنا... يخترق الرَّب يسوع بنظراته عمق إنسانيَّتنا الضعيفة فيسبرُ جوهرها ويدعوها إلى الخلاص، كلُّنا مدعوون إلى الخلاص إن شئنا، فبحريَّتنا نهلِكَ وبها نعيش.

   الله يطلب منا أن نُقرِّرَ لأنَّه يكره الفاترين: اذهَب وبع ما لكَ وأعطه للفقراء، أمره يسوع، فكان جواب الشاب الغني خياره بالرَّحيل، ونحترم خياره لأنَّ الله ذاته ينحني إجلالاً وإكراماً لحريَّة الإنسان.

   إنَّ كلَّ قرار يربطنا بالله يمرُّ عبر هذه الحريَّة الشخصيَّة، فإن ربطنا حريَّتنا بتواضعنا خلُصنا وإن ربطناها بكبريائنا هلِكنا.

   فلنَطلُب من الله موهبة الصبر والنزوح إلى عمق الحقيقة لنكتشف سرَّ الخلاص الشامل بيسوع المسيح. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.