سينودوس الأساقفة يواصل تعمّقه في البعد الخلاصي لذبيحة القربان المقدّس

يواصل الآباء المشاركون في أعمال الجمعيّة العامّة الحادية عشرة لسينودوس الأساقفة الدائرة في الفاتيكان برئاسة البابا بندكتس السادس عشر، يواصلون تعمّقهم في البعد الخلاص لذبيحة القربان المقدّس بهدف تدعيم أسس قدسيّة هذا السرّ العظيم وتجنّب بعض التجاوزات في الممارسات الليتورجيّة من خلال دعوة شعب الله لتحمّل مسؤوليّته في عيش مُتطلّبات حضور الرّب يسوع بجسده ودمه في قلب الكنيسة. فالمسيحي لا يطلب التحرّر من مصاعب الدنيا وآلامها، بل البقاء مُتّحداً بيسوع المسيح في الكنيسة وتقديم حياته له بسلام بانتظار مجيئه الثاني وكمال ملكوته في أرض جديدة وسماء جديدة.

   القربان المقدّس هو ذكرى فصح المسيح، إنه التقدمة المقدّسة الوحيدة وعلى الكنيسة التعمّق بهذا السرّ من أجل دفع شعب الله لتذوّق عمق الشركة مع المسيح فادي البشريّة. هناك شعوب مسيحيّة معذّبة في مختلف أقطار العالم تقدّم منذ عشرات السنين مع تقادم الذبيحة الإلهيّة على المذبح، آلامها وعذاباتها علّ موتها مع المسيح المصلوب يشهد قيامة الفصح المرجوّة والتحرّر من عبوديّة الإنسان والسلاح والظلم.

   القربان المقدّس بحاجة لكهنة ومرسلين يحملونه إلى المؤمنين، ونقص عدد هؤلاء يحرم عددا كبيراً من الجماعات المسيحيّة من نعمة تناول هذا السرّ، لذا طالب بعض آباء السينودوس بإعادة توزيع عادلة للكهنة في عالم اليوم، كهنة تمرّسوا على اكتساب الروح الإفخارستي الذي يتميّز بالسخاء والمجانية المستمدّة من ذبيحة يسوع على الصّليب.

   كما تنبّه آباء السينودوس إلى ضرورة وضع أسس تربية جديدة على ممارسة سر الإفخارستيا تُقرّب المؤمنين وبنوع خاص الصغار والشبيبة من هذا السرّ كمال الحب الإلهي والإنساني، وحيال هذا الواقع من الضروري إعادة إحياء سرّ التوبة والاعتراف وتكثيف أفعال العبادة للقربان المقدّس، واحترام أولويّة يوم الأحد على سواه من الاحتفالات الليتورجيّة، وبنوع خاص في البلدان التي يُشكّل فيها الكاثوليك أقليّة صغيرة من واجبها أيضاً إيلاء الاهتمام بغير المؤمنين الذين يشاركون باحتفالات الكنيسة الطقسيّة. واقترح رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان المطران مايكل فيتسجيرالد إعداد الكنيسة "لقداس خاص" يستطيع أن يشارك فيه غير المسيحيّين وذلك لإظهار البعد الكوني للخلاص الذي يحتويه سرّ القربان المقدّس.