2005-10-06 16:01:59

سينودوس الأساقفة يواصل تعمّقه في أهميّة القربان المقدّس


   الكنيسة والإفخارستيّة، الإفخارستيّة ومخطّط الخلاص، أنوار وظلال الاحتفال الإفخارستي وأوضاع الكنائس المحليّة كانت أبرز المواضيع التي عالجها آباء سينودوس الأساقفة في أعمال الجمعيّة العامّة العادية الحادية عشرة الدائرة في الفاتيكان منذ يوم الاثنَين الماضي بحضور قداسة البابا بندكتس السادس عشر.

   الإفخارستيّة تصنع الكنيسة، ليس بالمعنى الزّمني والمنطقي، إنّما بمعنى أنّ القربان المقدّس يسمح للكنيسة بعيش واختبار جسد المسيح الحقيقي. إن البُعد الجماعي والكنسي لسرّ الإفخارستيّة يُشكّل جوهر الكنيسة الذي يجهله السواد الأعظم من المؤمنين الذين يعتقدون بالممارسة الشخصية والعبادة الخاصّة للقربان أكثر منه بالاحتفال الجماعي والكنسي فيُصبح يوم الأحد فرضاً طقسياً على المؤمنين إتمامه وليس فرصة لتقاسم الحياة الكنسيّة بالوحدة والمحبّة.

   لذا سطّر بعض آباء السينودوس ضرورة استعادة هذا البعد الكنسي للإفخارستيّة، واكتشاف البعد الروحي واللاهوتي لهذا السرّ أيضاً. فالقربان المقدّس هو الجواب الناجع على كل العلامات السلبيّة النابعة من الثقافة المعاصرة. من يتغذّى عن استحقاق من جسد الرّب يقف بالمرصاد لثقافة الموت التي تُهرّب السّلاح، وتصنع برامج تدميريّة هائلة، وتُشّرع الإجهاض، وتسمح بالتلاعب بالأجنّة البشريّة.

   في زمن تطبع ثقافتنا بصمات الحقد والإرهاب يشكل القربان المقدّس عنصر مصالحة بين الإنسان وخالقه وبينه وبين أخيه الإنسان. وحيال الثورة العلميّة والنسبيّة التي تميّز ثقافتنا المعاصرة، تبقى الإفخارستيّة انعكاساً لواقع سرّ الله وتُسطّر أهميّة الإيمان والمحبّة وحوارهما مع العقل كسُبلٍ ملائمة للمعرفة الحقيقيّة.

   ولإنسان مجتمعنا المنعزل واليائس، القربان المقدّس، حضور يسوع الفعلي، هو الرفيق الأمين ووعد الحياة الأبديّة الذي يُجنّب المعمّدين الضعف وليدة روح العلمنة وانتشار اللامبالاة الدينيّة السبب الأساسي لفقدان الهويّة المسيحيّة. وأخيراً تشعر الكنيسة بضرورة إطلاق حملة تبشيريّة جديدة قادرة على ولادة جماعة مسيحيّة تعيش الإيمان بعمقه وتتعالى عن قشور الدنيا وإغراءاتها.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.