2005-09-21 16:18:36

بيان مشترك لمجلسي أساقفة بولندا وألمانيا بمناسبة الذكرى السنوية 40 لتبادل الرسائل في عام 1965


صدر اليوم بيان مشترك عن مجلسي أساقفة بولندا وألمانيا بمناسبة الذكرى السنويَّة الأربعين لتبادل الرسائل في عام 1965 حين عبَّر الأساقفة عن إرادة المصالحة والغفران، بعد الحرب العالميَّة الثانية. وممَّا جاء في نصِّ البيان:

بعد مضيِّ أربعين سنة على تبادل الرسائل بين مجلسي الأساقفة وستين عامًا على نهاية الحرب العالميَّة الثانية وعشرة أعوام على نشر أوَّل رسالة مشتركة لمجلسي أساقفة بولندا وألمانيا، نحن الأساقفة، وبحسِّ امتنان عميق، نرغب بتذكّر هذا الحدث الهام لجميع الأشخاص ذوي الإرادة الحسنة في بولندا وألمانيا. إنَّ أسلافنا، وبإلهام الروح القدس، أحرزوا برسائلهم خطوة مقرِّرة من أجل بداية جديدة للعلاقات المتبادلة بين الأمتين. وفي ظروف سياسيَّة صعبة وضعوا من خلال علامة الغفران أساسًا متينًا لعمل المصالحة البولندي ـ الألماني.

وتذكَّر مجلسا الأساقفة في البيان المشترك ما ورد في الكلمة المشتركة لمجلسي أساقفة بولندا وألمانيا في شهر كانون الأوَّل ديسمبر من عام 1995 بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لتبادل رسائل عام 65:"وحدها الحقيقة تحرِّرنا." والأساقفة، يدعمهم رجاء المسيح والثقة بالرحمة الإلهيَّة، والذين كانوا يدركون الحمل الثقيل لجرائم الحرب واللاعدالة والألم، كانوا قادرين على هدم الجدران التي كانت تفرِّقهم خلال فترة الحرب الباردة، وعلى إعطاء نظرة لأوروبا في طريقها نحو الوحدة الكاملة.

لقد قدَّموا شهادة على أنَّ الأسس المسيحيَّة لا يمكنها أن تبقى طويلا تحت سيطرة الظلم واللاعدالة. وبالنظر إلى الأحداث التي حصلت في بولندا سيَّما تأسيس حركة سوليدارنوش المستقلَّة لخمسة وعشرين عامًا خلا ونموّ العلاقات بين ألمانيا وبولندا، نفهم اليوم بشكل أفضل أنَّ الأساقفة وبإرادتهم التغلّب على الكراهية والعداوة بين البولنديين والألمان، قدَّموا أيضًا إسهامًا في التغلّب على الأذيَّة والإنقسام في القارة الأوروبية.

ودعا البيان المشترك الألمان والبولنديين إلى العمل من أجل الخير المشترك للشعوب وتعزيز الهويَّة المسيحيَّة لأوروبا. وقال الأساقفة إنَّ اختبار الإيمان خلال اليوم العالمي العشرين للشباب في كولونيا، ينبغي أن يستمرَّ بين الشبيبة البولنديَّة والألمانيَّة، ودعوا الكهنة والشباب إلى تنمية أشكال التعاون التي تساعد في إبقاء روح الطيبة والصداقة المتبادلة.

إنَّ البولنديين والألمان يجدون ذواتهم اليوم كمسيحيين، أمام تحديات جديدة، سيَّما الدفاع عن الحياة والزواج والعائلة. ومن أجل خير الأجيال الجديدة، علينا وبروح مسيحيَّة، تأسيس وجه قارتنا، كبيئة حياة تحترم وتضمن كرامة الإنسان وحريَّته الحقيقيَّة، ونرغب أيضًا بتقديم إسهامنا في بناء السَّلام في العالم.

وانتهى البيان المشترك لمجلسي أساقفة بولندا وألمانيا بمناسبة الذكرى السنويَّة الأربعين لتبادل الرسائل في عام 1965، انتهي بتشجيع المؤمنين وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الحسنة في كلا البلدين على تحمّل التحديات المطروحة أمامهم. وكما فعل أسلافنا منذ أربعين عامًا، نكل ذواتنا بإيمان إلى شفاعة أمِّ الله.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.