2005-09-19 11:33:54

من كلمة البابا قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي: فلننظر إلى العذراء مريم كي تشفع بجميع كهنة العالم ليستمدوا من سنة الإفخارستيا ثمرة محبة متجددة لهذا السر فيشهدوا له من أجل خلاص العالم


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر اليوم الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مقره الصيفي في بلدة كاستل غندولفو القريبة من روما ليتلو مع المؤمنين الذين تهافتوا من مختلف أنحاء العالم لسماع كلمة الحبر الأعظم والصلاة معه. قال البابا: أخوتي وأخواتي الأعزاء، أود في ما أوشكت سنة الإفخارستيا على نهايتها العودة من جديد إلى موضوع هام للغاية وعزيز إلى قلب سلفي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني أي العلاقة بين القداسة هدف مسيرة الكنيسة وكل مسيحي والإفخارستيا. ويتجه فكري اليوم بشكل خاص إلى الكهنة لأؤكد لهم أن سر قداستهم يكمن في سر الإفخارستيا. فالكاهن بفعل سيامته الكهنوتية يتقبل عطية تكرار ما قاله يسوع في العشاء الأخير حين أسس سر فصحه. بين يديه تتجدد هذه المعجزة العظيمة معجزة المحبة التي دعي إلى يكون أمينا وشاهدا ومعلنا لها. من هنا ضرورة السجود والتأمل في سر الإفخارستيا. نعلم أن فعالية هذا السر لا تتعلق بقداسة المحتفل لكنها تكون أعمق بكثير بمقدار عيشه هذا السر بإيمان عميق ومحبة وروح الصلاة.

مضى قداسة البابا إلى القول: تقدم لنا الليتورجية خلال السنة أمثلة لقديسين عظماء ساروا على خطى المسيح واستمدوا منه القوة من خلال الاحتفال بالإفخارستيا والسجود لها. ولأيام خلت صادفت ذكرى القديس يوحنا فم الذهب بطريرك القسطنطينية في نهاية القرن الرابع. أطلق عليه اسم فم الذهب لبلاغته في الكلام وسمي أيضا ملفان الإفخارستيا لعمق عقيدته حول سر القربان المقدس. ولدى الكنائس الشرقية تحمل الليتورجية اسمه. وكان شعاره: يكفي رجل مليء بالاندفاع لتغيير شعب برمته. ما يدل على تدخل المسيح من خلال خدامه. وفي عصرنا الراهن تبرز صورة القديس بيوس من بيترلشينا الذي سنتذكره يوم الجمعة القادم. كان يعيش من خلال الذبيحة الإلهية سر آلام المسيح ليقوي الإيمان والتقوى في قلوب الجميع. ولا يمكننا أن ننسى في عداد الكهنة القديس جوفاني ماريا فيانيه كاهن رعية أرس المتواضع خلال الثورة الفرنسية. فمن خلال قداسة الحياة والنشاط الرعوي استطاع أن يجعل من تلك البلدة الصغيرة نموذجا لجماعة مسيحية تنعشها كلمة الرب والأسرار. فلننظر إلى العذراء مريم كي تشفع بجميع كهنة العالم ليستمدوا من سنة الإفخارستيا ثمرة محبة متجددة لهذا السر فيشهدوا له من أجل خلاص العالم.

هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي وأضاف يقول: يسعدني أن أرحب بأسرة حركة فوكولاري وأعضائها الذين توافدوا من مختلف بلدان أوروبا للمشاركة في لقاء حول القيم والمهام المرتبطة بسر الزواج. بعدها حي البابا جميع الحاضرين بلغات مختلفة ومنحهم بركته الرسولية.            








All the contents on this site are copyrighted ©.