كلمة الكردينال سودانو أمين سر دولة الفاتيكان في لقاء القمّة العالميّة للأمم المتّحدة

   ألقى الكردينال أنجلو سودانو كلمة باسم الكرسي الرّسولي أمام المشاركين في لقاء القمّة العالميّة للأمم المُتّحدة في نيويورك، استهلّها بتوجيه تحيّة قداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى الرئيس الجمعيّة العامّة وجميع رؤساء الدول والحكومات الحاضرين بالإضافة إلى ممثّلي الدول والمنظّمات الأمميّة.

   إنّ صوتي، قال نيافته، يعكس صدى أصوات كاثوليك العالم أجمع الذين يرون في الأمم المُتّحدة مؤسّسة ضروريّة جدًّا من أجل السّلام ونمو البشريّة. وبعد ستّين عاماً على نشأتها نُدرك أنّها فعلت الكثير من أجل خدمة البشريّة، ولكن كمنظّمة منغمسة في الواقع الإنساني، بدأت تظهر عليها ملامح كهولة بات من الضروري تجديدها من أجل مواجهة تحديات زماننا الحاضر.

   بعدها أعرب الكردينال سودانو في كلمته عن تأييد الكرسي الرّسولي لفكرة إنشاء لجنة أمميّة لبناء السلام، قادرة على رسم استراتيجيّة تتمكّن من خلال تطبيقها تخطّي العداوات العرقيّة التي هي أساس الصراعات القائمة. كما ودافع نيافته عن مبدأ تدخل الأمم المُتّحدة الإنساني لحماية القانون الدولي، ومشروعيّة استعمال القوّة للدفاع عن شعوب مهدّدة بحياتها ومصيرها، هنا تصبح القوّة ضروريّة للحفاظ على كرامة كلّ رجل وامرأة، لأنّ كرامة الإنسان تسمو على الدول والإيديولوجيات.

   إنّ المآسي التي ألمّت بالبلقان والشّرق الأوسط وأفريقيا، أضاف نيافته، تدفعنا إلى التفكير ببناء ثقافة ملائمة لتجنّب الصراعات وتحمّل مسؤوليّة حماية الأفراد والشعوب المستضعفة. ثمّ شدّد الكردينال سودانو على ضرورة التزام الدول في التنمية الشاملة وتوفير القروض المالية الملائمة لتسهيل تحقيق هذا الهدف من خلال تخفيض قيمة الضرائب والفوائد على القروض. وكلّ هذا يستدعي حلاًّ للديون الخارجيّة التي تُلقي بثقلها على كاهل البلدان الفقيرة وتلك التي تعاني من مصاعب اقتصاديّة كبيرة.

وختم نيافته كلمته باسم الكرسي الرّسولي في لقاء قمّة زعماء العالم في نيويورك، بالحديث عن ضرورة وضع قواعد وقوانين جديد تضمن تحقيق الشرعيّة الدوليّة، ومن بينها محاربة الفساد، وتفعيل دور التنمية الاجتماعيّة، والأسس التربويّة والأمنيّة، وتحديث قوانين العمل والعناية الطبيّة الأساسيّة للجميع... من أجل أن يعمّ السلام والعدالة والاجتماعيّة. وأخيراً ذكّر الكردينال سودانو بعبارة للبابا الراحل يوحنّا بولس الثّاني قالها أثناء زيارته الرّسولية إلى تشيلي عام 1987:"إن الفقراء لا يُمكنهم الانتظار".