2005-09-07 15:35:44

في نيّتها العامّة لشهر أيلول سبتمبر تُصلّي الكنيسة كيما تعترف حكومات الشعوب بحق ممارسة الحريّة الدينيّة


   في نيّتها العامّة لشهر أيلول سبتمبر تُصلّي الكنيسة كيما تعترف حكومات الشعوب بحقّ ممارسة الحريّة الدينيّة. فإن كان عدد الأشخاص المنتمين لتقاليد دينيّة مختلفة يتنامى معترفاً بضرورة تعزيز العلاقات بين الديانات يسودها الاحترام المتبادل وروح الصداقة والتناغم في عالم ممزّق بالحروب وسائر أشكال الصراعات والعنف، تبقى الكنيسة الكاثوليكيّة داعمة لمبدأ مُلزِم وهو احترام الحريّة الدينيّة التي هي حجر الأساس لحقوق الإنسان.

   إنّ حريّة الأفراد والجماعات باعتناق وممارسة دينهم، تُشكّل عنصراً جوهرياً لقيام مجتمع متناغم. كما تُشكّل الحريّة الدينيّة عنصراً مكمّلاً في تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة، وخصوصاً بعد المجمع الفاتيكاني الثاني الذي تؤكّد نصوصه التعليميّة على أنّ الكائن البشري له الحق باختيار دينة حسب ما يُمليه عليه ضميره. والحق القانوني الكنسي يؤكّد في أحد فقراته على أنّه "من غير المشروع إلزام الأشخاص اعتناق الإيمان الكاثوليكي بالقوّة وغصباً لضميرهم".

   القضية الدينية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقضية الحقيقة، والإنسان يبحث بحريّة من خلال التعليم والتربية والحوار على اعتناق معتقد ما في حياته، ولكنّ الأمر لا يعني أن حقيقة الله والإيمان باتت نسبيّة. فالبابا الراحل يوحنّا بولس الثّاني يقول في إحدى عظاته، أن سعينا الدؤوب لتعزيز السلام في العالم، وحريّة الضمير والدّين، لا يعني تحويل الحقيقة الموضوعيّة إلى نسبيّة، بل البحث عنها من خلال تطبيق تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة في مفاصل حياتنا اليوميّة. ويؤكّد البابا الراحل على أن الدول لا تملك السلطان المباشرة وغير المباشر على القناعات الدينيّة لدى الأشخاص، ثم يُشيد يوحنّا بولس الثّاني بالجهد الكبير الذي تقوم به منظّمات خاصّة وعامّة، وطنيّة ودوليّة، أدّت في السنوات القليلة الماضية إلى الدفاع عن ضحايا التمييز والاضطهاد بسبب معتقداتهم الدينيّة. وفي الرسالة "السّنة المئة" شدّد يوحنّا بولس الثاني على بروز ظاهرة التعصّب الديني في عدد من الدول التي تمنع في وضح النّهار مواطنيها الذين لا يعتنقون ديانة الأكثريّة من ممارسة حقوقهم المدنيّة والدينيّة، كما تحول دون انخراطهم في الثقافة وتُضيّق بنوع خاص على حق الكنيسة بإعلان الإنجيل وتعميد من يرتدّون إلى المسيح. وبهذا الصدّد كتب البابا الراحل في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للسلام عام 1988 يقول:"على تلاميذ مختلف الديانات، أفراداً كانوا أم جماعات، التعبير عن معتقداتهم، وتنظيم طقوسهم الدينيّة وسائر نشاطاتهم ضمن احترام حقوق الأفراد الذين لا يعتنقون الديانة نفسها، أو لا يؤمنون بأي معتقد ديني".








All the contents on this site are copyrighted ©.