2005-09-07 15:35:32

في نيّتها الإرساليّة لشهر أيلول تُصلّي الكنيسة من أجل أن يُسهم التزام الكنائس الشابّة بإعلان الرسالة المسيحيّة في انخراطها العميق في ثقافات الشعوب


   تصلّي الكنيسة في نيّتها الإرساليّة لشهر أيلول سبتمبر من أجل أن يُسهم التزام الكنائس الشابّة بإعلان الرسالة المسيحيّة في انخراطها العميق في ثقافات الشعوب.

   إنّ التجارب والمحن التي ترافق حياة من يعيش في المسيح تتطلّب من الكنيسة التزاماً خاصًّا في خدمة البشارة الأولى بالإنجيل. فاللقاء الأوّل برسالة المسيح الخلاصية من قِبل من لم يسمعوا بعد بالبشارة السعيدة، يتطلّب منّا جميعاً نقل الإيمان بطريقة ذكية وصادقة. إن رسالة تربية المؤمنين على احترام وإعلان الإنجيل تقع على عاتق الأهل والمعلّمين. لهذا السبب من مسؤوليات الأسقف الأساسيّة توفير حضور علمانيّين مهيّئين، وكهنة من أجل تعليم الإيمان. كما وعلى الكاثوليك المشاركة في عمل البشارة بكلمة الله التي تتحقّق عبر العصور. من يريد لعب دور معلّم الدين عليه التعاون مع الكهنة والمؤمنين العلمانيّين. كما وعلى الأساقفة السّهر الدائم على توطيد هذا التعاون البنّاء.

   إن الاحترام الجاد والعميق للثقافة مرتبط بقوّة بمساعي الكنيسة في تعزيز البشارة بالإنجيل. فالثقافة هي المجال الحيوي الذي يجد فيه الإنسان ذاته وجهاً لوجه مع الإنجيل. والكنيسة كونها تحترم سائر الثقافات فهي تبحث عن بناء علاقة حواريّة مع الإخوة والأخوات المُنتمين إلى ديانات أخرى، بهدف إرساء علاقات منفتحة. إن الحوار بين الأديان لا يُنمّي وحسب التفاهم والاحترام المتبادلَين، إنّما يساعد أيضاً على بناء مجتمع متناغم مع حقوق وكرامة الجميع.

   رسالة الكنيسة هي الدفاع عن مبادئ الكرامة الإنسانيّة من خلال مؤسّساتها الاجتماعيّة المتعدّدة، عليها أن تكون الحب بدون أيّ شرط للمسيحيّين ولغير المسيحيّين. فمدارسها، وجامعاتها ، ومؤسّساتها الاجتماعيّة، ومستشفياتها تهدف كلّها لتنمية الإنسان الكاملة، وبنوع خاص لأفقر فقراء المجتمع من أي ديانة كانوا. لذا من واجب كلّ مؤمن مسيحي مواجهة روح العالم العدائية تجاه الكنيسة بالحوار والتبادل الثقافي والروحي والإنساني الذي يجعلنا نتعالى عن كلّ مفارقات دينيّة وعرقيّة ولغويّة لأنّ كلمة المسيح يجب أن تُنشر على لسان كلّ مسيحي متجذّر بإيمانه بالمسيح وتعاليم كنيسته المقدّسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.