رئيس أساقفة جاكرتا يطالب الشرطة الإندونيسية بحماية الكنائس من اعتداءات المتطرفين

اجتمع يوم أمس الثلاثاء رئيس أساقفة جاكرتا ورئيس مجلس أساقفة إندونيسيا الكادرينال جوليوس دارمات مادجا إلى قائد الشرطة الإندونيسية الجنرال سوتانتو، وطالب المسؤولَ الأمني باتّخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الكنائس المسيحية من اعتداءات المتطرفين المتكررة.  وحضر الاجتماع أيضاً رئيس "نهضة العلامة" أكبر منظمة مسلمة في البلد الآسيوي، إضافة إلى القسّ أندرياس يوانغو رئيس اتّحاد الكنائس البروتستانتية في إندونيسيا.

وأشار نيافته في أعقاب اللقاء إلى ضرورة حل المشاكل بالوسائل السلمية ونبذ العنف بجميع أشكاله.  أما المسؤول الإسلامي فدعا من جهته الشرطة إلى التدخّل عندما يحاول المتطرفون الإسلاميون إقفال الكنائس في إندونيسيا، مشيراً إلى أهمية احترام القوانين ومؤكّداً أن الحوار هو الوسيلة الأنسب لحل كافة الخلافات.

يأتي اجتماع المسؤولين الدينيين الثلاثة إلى قائد الشرطة، بعد أيام قليلة على تصريح أدلى به الرئيس الإندونيسي سوزيلو يودوهونو في الرابع من الجاري، وأمر فيه السلطات الأمنية بالحيلولة دون وقوع اعتداءات ضدّ الأقليات الدينية.  وجاء هذا التصريح غداة تظاهرة نظّمها آلاف المسيحيين في العاصمة جاكرتا، أعربوا فيها عن احتجاجهم على إقفال الكنائس في إقليم جافا على يد ناشطي "جبهة الدفاع الإسلامية".

تجدر الإشارة إلى أن وكالة الأنباء الكاثوليكية الآسيوية آسيا نيوز أوردت في مطلع الأسبوع الماضي أن مجموعة مؤلّفة من مائتي متطرّف إسلامي أقدمت على إقفال كنيسة كاثوليكية في منطقة مارغاهايو في إقليم جافا.  وأضافت الوكالة أنه بعد نهاية الاحتفال بالذبيحة الإلهية عصر السبت، اقترب المتطرفون من كاهن الرعية وطلبوا إليه إقفال الكنيسة فوراً وتعليق جميع الاحتفالات الليتورجية. 

يُذكر أيضاً أن إقليم جافا الإندونيسي يشكّل مسرحاً لانتهاكات مستمرة تتعرّض لها الأقلية المسيحية، فكان ناشطو "جبهة الدفاع الإسلامية" قد أقدموا خلال العام المنصرم على إقفال ثلاث وعشرين كنيسة مسيحية.  وحمل تعرّضُ المتطرفين الإسلاميين للحرية الدينية التيارات السياسية المعتدلة في إندونيسيا على رفع صوتها دفاعاً عن المسيحيين.  وكانت أحزاب سياسية قد نددت بظاهرة التطرّف الإسلامي في جافا، ووجّهت مجموعة من البرلمانيين الإندونيسيين انتقادات حادة إلى "جبهة الدفاع الإسلامية".