2005-08-22 16:25:04

رسالة قداسة البابا إلى المشاركين في لقاء الصداقة بين الشعوب في ريميني


وجّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر رسالة إلى المشاركين في "لقاء الصداقة بين الشعوب" الذي بدأت أعماله يوم أمس الأحد في مدينة ريميني الإيطالية لتنتهي يوم الأحد المقبل، حول موضوع "الحرية هي أهمّ عطية منحتها السماوات للبشر".  حملت رسالة الحبر الأعظم توقيع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان نيافة الكاردينال أنجيلو سودانو، وقرأها على الحاضرين، يوم أمس الأحد، أسقف أبرشية ريميني المطران ماريانو دي نيكولو، بعد احتفاله بالذبيحة الإلهية.

       تطرّق الحبر الأعظم في رسالته إلى موضوع الحرية الذي يشكّل محور لقاء الصداقة بين الشعوب، وقال قداسته: الله يريدنا أن نكون أحراراً، ويحبّ حريتنا لأنه يرى فينا صورة ابنه المتجسّد والذي شارك ـ بحرية ـ في مخطّط الآب، فقبل أن يتجسّد ويموت على الصليب "بحرية".  ونحن أيضاً نكون أحراراً فعلاً عندما نقبل المسيح ونشاركه حريته. 

والحرية الحقيقية ـ تابع قداسة البابا يقول ـ تأتي كثمرة للّقاء الشخصي مع يسوع.  فمن خلاله هو يهبنا الله هذه الحرية التي كنا لنفقدها إلى الأبد بسبب خطايا الإنسان.  ومع حصولنا على هبة الحرية نصبح كالمرأة السامرية التي تحدّث عنها القديس يوحنا الإنجيلي، والتي استعادت حريتها بعد لقائها هذا "الرجل" الذي كشف لها عن كلّ ما فعلته في حياتها وعن مصيرها. 

وكانت هذه المرأة السامرية ـ قال قداسته ـ على عكس الشاب الغني، الذي يتحدث عنه إنجيل القديس متّى.  فقد عرف هذا الرجل ماذا ينبغي أن يفعل لينال الحياة الأبدية، لكنه لم يتمتّع بالشجاعة الكافية ليسير على خطى المسيح ويعمل بوصيته، لأنه كان صاحب "مال كثير".  لكن الإنجيل يقول لنا إنّ هذا الرجل "ذهب حزيناً" على الرغم من أنه اختار بـ"حرية" أن يفعل ما يشاء، لأنه لم يفهم معنى "الحرية الحقيقية".

وعاد قداسة البابا ليؤكّد في ختام رسالته إلى المشاركين في لقاء الصداقة بين الشعوب في ريميني أنّ يسوع المسيح وحده يجعلنا أحراراً، لأنه يحرّرنا من الخطيئة ومن رغباتنا الزائفة.  هذا ثم تمنّى الحبر الأعظم أن تتكلل أعمال هذا اللقاء بالنجاح، ثم منح الجميع فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.