2005-08-21 11:44:00

لقاء قداسة البابا مع ممثّلي بعض الجماعات المسلمة في ألمانيا


   عند الساعة السادسة من مساء السّبت، وبعد لقائه المسكوني مع عدد من ممثّلي الجماعات الكنسيّة، التقى قداسة البابا في مقرّ رئاسة أبرشيّة كولونيا ممثّلي بعض الجماعات المسلمة في ألمانيا، ووجّه إليهم كلمة تحدّث في مستهلّها عن الشباب كمُستقبل للبشرية وعلامة رجاء للأمم. وذكّر بما قاله سلفه السّعيد الذكر البابا يوحنّا بولس الثّاني إلى الشبيبة المُسلمة أثناء لقائه معها في كازابلانكا بالمغرب:"إنّ الشباب يُمكنهم بناء مستقبل أفضل، إذا ما وضعوا، قبل كلّ شيءٍ، إيمانهم بالله والتزموا في بناء عالم جديد حسب مخطّط الله، بحكمة وثقة". وبهذه النظرة، أضاف البابا بندكتس السادس عشر في كلمته إلى ممثّلي بعض الجماعات المُسلمة في ألمانيا، أتوجّه إليكم أعزائي المسلمين لأتقاسم معكم أملي وقلقي في هذه الأوقات الصعبة والحرجة من تاريخنا المعاصر.

   ومن بين عناصر القلق، أضاف البابا، تفشّي ظاهرة الإرهاب، إذ تتواصل العمليات الإرهابيّة في نواح مختلفة من العالم زارعة الموت والدمار ومُغرِقة الكثيرين من إخوتنا وأخواتنا في دموع اليأس والحزن. إنّ مخطِّطي ومُنظّمي هذه الهجمات الإرهابيّة يريدون تسميم العلاقات بين بعضنا البعض، مستخدمين جميع الوسائل، وحتّى الدينيّة منها، لمعارضة كلّ محاولات التعايش السلمي والمستقيم والهادئ. إنّ الإرهاب، وبأي طابع اتّسم، هو خيار مجرم يدوس الحق المقدّس بالحياة ويُدمّر أسس كلّ تعايش حضاري. فإذا توصّلنا معاً لنزع مشاعر الضغينة من قلوبنا ومعارضة كلّ أشكال عدم التسامح والعنف، نوقف موجة التعصّب الغاشمة التي تُهدّد حياة الكثيرين من الأشخاص، وتحول دون تحقيق مخطّط السلام في العالم. إن المهمّة صعبة ولكن غير مستحيلة، أضاف البابا، فالمؤمن بالحقيقة يتّكل بالرغم من ضعفه، على قوّة الصلاة.

   ثمّ تطرّق البابا في كلمته إلى ممثّلي بعض الجماعات المسلمة في ألمانيا، إلى المجالات المشتركة التي يُمكن العمل فيها معاً، مسلمين ومسيحيّين من أجل بناء عالم أفضل، يدافع فيه المرء عن البيئة، ويحترم روح التضامن والسلام، وقدسيّة الحياة الإنسانيّة، وخدمة القيم الأدبيّة والدفاع عن الحقوق الاجتماعيّة والإصغاء لصوت الضمير...

   وفي ختام كلمته تطرّق البابا إلى المسؤوليّة الكُبرى الواقعة على عاتق المسؤولين في تربية الأجيال الطالعة كيما يقوم المسيحيّون والمسلمون معاً بمواجهة التحديات عصرنا الكبيرة... لا يُمكننا الاستسلام للخوف والتشاؤم، بل تعزيز التفاؤل والرجاء، فالحوار بين الأديان والثقافات بين المسليمن والمسيحيّين، لا يُمكنه الخضوع لخيارات عابرة ومتقلّبة، إنّه ضرورة حيويّة يتعلّق فيها قسم كبير من مستقبلنا. والشباب القادمون من أنحاء عديدة من العالم إلى كولونيا هم شهود أحياء للتضامن والتآخي والمحبّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.