2005-08-19 16:14:24

البابا يدعو الشباب للإلتزام في خدمة المسيح بلا تحفظ

إفتحوا قلوبكم لله! دعوه يكلِّمكم خلال هذه الأيام! افتحوا أبواب حريَّتكم على محبَّته الرحيمة! قدِّموا له أفراحكم وأحزانكم واستنيروا بنوره


اللقاء الأوَّل مع شبان وشابات العالم كان عصر أمس الخميس في كولونيا، وتوجَّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر للقائهم عابرًا نهر الراين على متن سفينة، وقد رافقته خمس سفن أخرى ترمز إلى القارات الخمس. رحلة جميلة  على أنغام الموسيقى والترانيم وصيحات الشبيبة المرحِّبة بخليفة بطرس في أوَّل رحلة له خارج الأراضي الإيطاليَّة، منذ انتخابه حبرًا أعظم، في التاسع عشر من نيسان أبريل الفائت.

وجَّه الأب الأقدس كلمة للمشاركين في اليوم العالمي العشرين للشباب حول موضوع: "جئنا لنسجد له" (متى 2،2) حيَّا فيها الشبيبة القادمة من مختلف أرجاء العالم سيَّما الآتين من الشرق، كالمجوس، ووجَّه تحياته الحارَّة لغير المعمَّدين بينهم والذين لم يتعرَّفوا بعد على المسيح. قال البابا:"إفتحوا قلوبكم لله! دعوه يكلِّمكم خلال هذه الأيام! افتحوا أبواب حريَّتكم على محبَّته الرحيمة! قدِّموا له أفراحكم وأحزانكم واستنيروا بنوره! وفي هذه الأيام المباركة بالفرح، اختبروا الكنيسة كمكان رحمة وحنان الله للبشر! ففيها وبها تبلغون المسيح الذي ينتظركم."

وتذكَّر قداسة البابا في كلمته خادم الله الذي أحبَّه الجميع، يوحنا بولس الثاني، الذي دعا شبيبة العالم أجمع للإحتفال معًا بالمسيح، مخلِّص البشرية الأوحد. وبفضل هذا الحوار العميق الذي نما خلال أكثر من عشرين سنة بين البابا والشباب، استطاع كثيرون بينهم أن يعمِّقوا إيمانهم وينسجوا روابط الشركة ويولعوا بالبشرى السارَّة للخلاص بيسوع المسيح وإعلانها في أمكان عديدة من العالم. لقد عرف هذا البابا العظيم أن يفهم التحديَّات التي تواجه شباب اليوم، ولم يتردَّد في حضِّهم على أن يكونوا مبشِّرين شجعان بإلإنجيل، وبناةً باسلين لحضارة الحقيقة والمحبَّة والسَّلام.

وتابع الأب الأقدس كلمته للشباب يقول:في كلِّ قداس، يمهِّد اللقاء مع كلمة الله المشاركة في سرِّ صليب المسيح وقيامته. فعلى المذبح، يوجد الذي رآه المجوس في المذود: المسيح، الخبز الحيّ النازل من السماء ليهب العالمَ الحياة، الحمل الحقيقي الذي يقدِّم حياته من أجل خلاص العالم. ففي بيت لحم "بيت الخبز" نستطيع أن نجري اللقاء المؤثِّر مع العظمة الخارقة لإله اتَّضع وقدَّم ذاته غذاء على المذبح. وخلال هذه الأيام، وفي سنة الإفخارستيا، نعود بالذهول عينه إلى المسيح الموجود في بيت القربان وسرِّ المذبح.

وأكَّد قداسة البابا للشباب أنَّ السعادة التي يبحثون عنها ولهم الحق في تذوقها لها اسم ووجه:يسوع الناصري المُحتجب في الإفخارستيا. وحده فقط يعطي الحياة الكاملة للبشرية. وأقول لكم اليوم ما قلته في بداية حبريتي:"من يدع المسيح يدخل حياته، لا يخسر شيئًا ممَّا يجعل الحياة حرَّة، جميلة وعظيمة. بواسطة هذه الصداقة فقط، تنفتح أبواب الحياة ونختبر ما هو جميل ويحرِّر." كونوا على ثقة بأنَّ المسيح لا ينتزع ما هو جميل وعظيم فيكم، ولكنَّه يقود كلّ شيء نحو الكمال، لمجد الله وسعادة البشر وخلاص العالم.

وفي هذه الأيام العالميَّة، أدعوكم للإلتزام بخدمة المسيح بلا تحفّظ. فاللقاء مع يسوع المسيح، يجعلكم تتذوَّقون فرح حضوره الحيّ. وليكن حضوركم في هذه المدينة العلامة الأولى لإعلان الإنجيل من خلال سلوككم وفرح عيشكم. وليصعد من قلوبنا نشيد تسبيح وشكر للآب على عطيَّة الإيمان الذي نحتفل به معًا، إنطلاقًا من هذه الأرض الواقعة في قلب أوروبا، المَدينة للإنجيل وشهوده، على مرِّ العصور.

وأضاف البابا يقول: سأتوجَّه إلى كاتدرائيَّة كولونيا لإكرام ذخائر المجوس الذين قبلوا التخلي عن كلِّ شيء لإتِّباع النجم الذي قادمهم إلى مخلِّص الجنس البشري. وليست هذه الذخائر علامات فقيرة وضعيفة لِما كان عليه المجوس وما عاشوه منذ زمن بعيد. فالذخائر تقودنا إلى الرب، فهو الذي، وبقوَّة نعمته، يمدُّ أشخاصًا ضعفاء بشجاعة أن يكونوا شهوده في العالم.

وفي ختام كلمته، في أوَّل لقاء جمعه بالشبان والشابات احتفالاً بأيامهم العالميَّة في كولونيا، قال البابا بندكتس السادس عشر إنَّ ذخائر القديسين هي علامات الحضور غير المنظور إنَّما الحقيقي الذي يُنير ظلمة العالم ويُظهر أنَّ ملكوت الله هو في داخلنا.

 

البابا يزور كاتدرائيَّة كولونيا

وبعدها انتقل البابا بندكتس السادس عشر لزيارة كاتدرائيَّة كولونيا ووجَّه كلمة قال فيه إنَّ كولونيا ليست مدينة المجوس فقط، فهي مطبوعة بحضور عدد كبير من القديسين الذين، وبشهادة حياتهم، ساهموا بتنمية أوروبا على الجذور المسيحيَّة. وعدَّد البابا بعضًا منهم بينهم القديسة الشابة أورسولا والقديس بونيفاس والطوباوي أدولف كولبينغ والقدِّيسة إديت شتاين، الفيلسوفة اليهوديَّة التي دخلت دير الكرمل في كولونيا مختارة اسم تيريزا بينيدتا ديلا كروشي وماتت في معسكر الإعتقال في أوشفيتيز، ورفعها البابا يوحنا بولس الثاني إلى مجد المذابح قدِّيسة وأعلنها شفعية أوروبا مع القديستَين بريجيدا السويديَّة وكاترينا دا سيينا.

ومن خلال هؤلاء القديسين وغيرهم، أضاف الأب الأقدس يقول، نكتشف الوجه الحقيقي لهذه المدينة وندرك إرث القيم التي ربطتنا بالأجيال المسيحيَّة السابقة. إنَّه إرث غني ومسؤوليَّة تذكِّرنا بها أيضًا الحجارة القديمة لمباني هذه المدينة. ولا تحدِّثنا كولونيا فقط عن أوروبا، إنَّما تفتحنا على شموليَّة الكنيسة والعالم.

وختم البابا كلمته للشباب قائلا:"أنتم اليوم تمثِّلون شعوبًا بعيدة عرفت المسيح من خلال المجوس الذين اجتمعوا في شعب الله الجديد، الكنيسة، التي تجمع رجالاً ونساء من جميع الثقافات. اضطرموا بنار الروح القدس كيما تتجدَّد قلوبكم بعنصرة جديدة."


 








All the contents on this site are copyrighted ©.