2005-08-17 15:49:17

كاهن رعية قلب يسوع الأقدس في أتشيه يأمل بأن يضع اتّفاق السلام بين الحكومة الإندونيسية ومتمرّدي حركة أتشي الحرة حداً للنزاع المسلّح


رحّبت الجماعة الدولية بأسرها باتّفاقية السلام التي تم التوقيع عليها مساء الخامس عشر من الشهر الجاري بين ممثلين عن حكومة جاكرتا ومتمرّدي حركة أتشيه الحرة، والمرتقب أن تضع حداً لنزاع دام بين الجانبين منذ أكثر من ثلاثين عاماً، سبّب مصرع ما لا يقل عن خمسة عشر ألف شخص معظمهم مدنيون.  جاء هذا الترحيب على لسان أمين عام منظمة الأمم المتحدة كوفي أنان، وممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد الأوروبي، واليابان. 

وسيمهد هذا الاتّفاق السلمي الطريق أمام صرف اعتمادات مالية بقيمة خمسة مليارات دولار أمريكي كانت قد خصصتها الجماعة الدولية لتمويل عملية إعادة أعمار هذا الإقليم الإندونيسي الذي ألحق به المدّ البحري تسونامي أفدح الخسائر البشرية والمادية في السادس والعشرين من كانون الأول ديسمبر الفائت، إذ سقط في إقليم أتشيه وحده أكثر من مائة وسبعين ألف قتيل. 

الرئيس الإندونيسي يودوهونو رحّب أيضاً بهذا الاتّفاق التاريخي، الذي تم التوقيع عليه في هيلسينكي بوساطة فنلندية، وقال إنه يأتي بمثابة "هدية" للشعب الإندونيسي كلّه الذي يحيي اليوم الذكرى السنوية الستين لاستقلال البلاد.  هذا ومن المرتقب أن تبدأ عملية تجريد مقاتلي حركة أتشيه الحرة من السلاح بعد شهر واحد على التوقيع على الاتّفاق أي في الخامس عشر من أيلول سبتمبر المقبل.  واعتبر الوسطاء الفنلنديون أن اتفاق السلام بين حكومة جاكرتا والمتمردين في أتشيه يشكل "بداية مرحلة جديدة في الإقليم الإندونيسي"، ويمنح السكان فرصة العيش في مجتمع ينعم بالسلام والعدالة والديمقراطية.

ويقول بهذا الصدد الأب فيرديناندو سيفيري كاهن الرعية الكاثوليكية الوحيدة في الإقليم الإندونيسي، حيث أكثرية السكان الساحقة مسلمة، (يقول) إن نسبة كبيرة من سكّان أتشيه يتطلعون بتفاؤل إلى الاتّفاق ويعتقدون أن السلام سيعمّ المنطقة.  وأضاف أن المؤمنين الكاثوليك رفعوا الصلوات إلى الله الكلّي القدرة كيما يعود السلام والأمن والاستقرار إلى ربوع إقليم أشيه، سيما على أثر كارثة تسونامي التي حملت معها الآلام والموت والدمار. 

ويقول أيضاً الأب سيفيري الذي يخدم رعية قلب يسوع الأقدس في باندا أتشيه منذ عام 1991: سكان أشيه كلّهم يتطلعون إلى السلام لكننا نأمل الآن بأن يلتزم الطرفان المتنازعان، أي الحكومة وحركة أتشيه الحرة في تطبيق هذه الاتّفاقية.  تجدر الإشارة أخيراً إلى أن مراقبين مدنيين وعسكريين من الاتّحاد الأوروبي ورابطة دول جنوب شرق آسيا سيشرفون على تطبيق بنود الاتّفاقية التي تم التوصل إليها على أثر سلسلة من المحادثات استغرقت سبعة أشهر.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.