صلاة التبشير الملائكي : قداسة البابا بندكتس السادس عشر يدعو إلى عدم اليأس حتى أمام أقسى تجارب الحياة

تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الظهيرة صلاة التبشير الملائكي، مع وفود من المؤمنين والحجاج احتشدوا في باحة القصر الرسولي الصيفي، في بلدة كاستيل غاندولفو، بالقرب من روما. ووجَّه الأب الأقدس كلمة قال فيها:" إخوتي وأخواتي الأعزَّاء،في هذا الأحد، تقدِّم لنا الليتورجيا مثالاً فريدًا على الإيمان: إمرأة كنعانيَّة تطلب من يسوع أن يشفي ابنتها التي "يتخبَّطها الشيطان تخبطًا شديدا." بداية لم يجبها يسوع بكلمة، وبدا وكأنَّه لم يستجب حتَّى لتوسُّل تلاميذه، كما ورد في إنجيل القديس متَّى. وفي النهاية، أجابها يسوع يقول:"ما أعظمَ إيمانَك أيَّتها المرأة، فليكُن لكِ ما تريدين."

"ما أعظم إيمانَك أيَّتها المرأة!" هذه المرأة المتواضعة أظهرها يسوع كمثال على الإيمان الشجاع. فإلحاحها المتواصل بطلب المساعدة من يسوع يشكِّل تشجيعًا بالنسبة إلينا كيلا نيأس أمام أقسى تجارب الحياة. فالرب لا يغمض عينيه أمام حاجات أبنائه، وإذا بدا أحيانًا فاقد الحسِّ أو الشعور أمام مطالبنا، فذلك فقط لتقوية إيماننا. هذه هي شهادة القدِّيسين، وهذه هي بنوع خاص، شهادة الشهداء الذين ارتبطوا وثيقًا بذبيحة المسيح الفادي.

وفي الأيام الماضية احتفلنا بأعياد كثيرة: الحبران الأعظمان بونتسيانو وسيستو الثاني، الكاهن إيبولتيو، الشماس لورينسو ورفاقه الذين قُتلوا في روما في بدايات المسيحيَّة. وتذكَّرنا أيضًا شهيدة عصرنا، القديسة بينديتا ديلا كروشي، إيديت شتاين، شفيعة أوروبا التي ماتت في معسكر الإعتقال؛واليوم بالذات، تقدِّم لنا الليتورجيا شهيد المحبَّة الذي رسَّخ شهادة محبَّته للمسيح في معسكر أوشفيتز، وهو القديس ماسيميليانو ماريا كولبي، الذي ضحَّى بحياته لإنقاذ ربِّ عائلة.

أدعو كلَّ معمَّد، وبنوع خاص الشباب الذين سيشاركون في اليوم العالمي للشبيبة إلى النظر لأمثلة البطولة الإنجيليَّة هذه، وأسأل لكم شفاعة هؤلاء القدِّيسين، وخصوصًا شفاعة القديسة بينيديتا ديلا كروشي الذي قضت سنين طويلة من حياتها في دير الكرمل بكولونيا. فلتسهر مريم، سلطانة الشهداء على كلِّ واحد منكم، هي التي سنحتفل غدًا، بعيد انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء.

وبعد صلاة التبشير الملائكي، وجَّه قداسة البابا تحياته إلى المؤمنين بلغات مختلفة ودعاهم إلى رفع الصلاة على نيَّة الشبان الذين سيشاركون في اليوم العالمي للشباب في كولونيا. وتمنَّى للجميع أمضاء أحد سعيد.