الأيام العالمية للشبيبة وقداسة البابا يوحنا بولس الثاني

أُنشأت الأيام العالمية للشبيبة التي تجمع مئات آلاف الشبان الكاثوليك من القارات الخمس كلّ عامين أو ثلاثة، على يد السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني الذي شاء أن يعطي الأجيال الفتية مكانها في حياة الكنيسة ونشاطاتها.  وكانت الأيام العالمية للشبيبة من بين المبادرات التي طبعت حبرية هذا البابا البولندي الذي كان يحلم بإعطاء الكنيسة دفعاً ديناميكياً متجدداً.  وكان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني يأمل، لا بل كان مصمماً على المشاركة في الأيام العالمية للشبيبة 2005، لغاية تدهور حالته الصحية ووفاته في الثاني من نيسان أبريل الماضي.

لدى انتخابه حبراً أعظم في عام 1978، وعندما وجّه نداءه الشهير إلى جميع الكاثوليك في العالم قائلاً: "لا تخافوا، افتحوا ـ بل شرّعوا ـ أبوابكم للمسيح!"، توجه البابا فويتيوا إلى الشبان وقال لهم: "أنتم مستقبل العالم ورجاء الكنيسة". 

في عيد الشعانين من عام 1984 تم الاحتفال في روما بالذكرى السنوية الألف والتسعمائة والخمسين على موت المسيح وقيامته من بين الأموات، واستضافت المدينة الخالدة أكثر من ثلاثمائة ألف شاب، أوكل إليهم يوحنا بولس الثاني "الصليب المقدس" وهو عبارة عن صليب خشبي يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار، ليصبح لاحقاً "صليب الأيام العالمية للشبيبة".  وفي عام 1985 توافد إلى ساحة القديس بطرس في الفاتيكان ـ في يوم عيد الشعانين ـ أربعمائة وخمسون ألف شاب، بمناسبة السنة الدولية للشبيبة التي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة. 

وشجّع نجاح هاتين المبادرتين قداسة البابا يوحنا بولس الثاني على إطلاق "الأيام العالمية للشبيبة"، التي يُحتفل بها كلّ عام على مستوى الأبرشيات، ومرة كلّ عامين أو ثلاثة على المستوى العالمي، ويجتمع خلالها شبان وشابات من القارات الخمس حول قداسة البابا. 

وهكذا استضافت مدينة بوينوس أيريس في الأرجنتين الأيام العالمية للشبيبة في عام 1987، ثم سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا (1989)، تشستوكوفا ببولندا (1991)، دنفر في الولايات المتحدة الأمريكية (1993)، مانيلا في الفيليبين (1995)، باريس (1997)، ثم روما في سنة اليوبيل عام 2000، وأخيراً تورونتو في كندا (2002). 

وشارك في هذه اللقاءات ملايين الشبان والشابات الكاثوليك من مختلف أنحاء العالم: أربعة ملايين وخمسمائة ألف شخص شاركوا في القداس الإلهي في ختام الاحتفال بالأيام العالمية للشبيبة في مانيلا بالفيليبين، وتخطّى هذا العدد المليون مؤمن في باريس والمليونين في روما.