2005-08-07 12:34:34

البابا يعزِّي أقارب ضحايا الكارثة الجوية في جنوب إيطاليا

فلتساعد العذراء مريم الأجيال الناشئة على أن ترى في المسيح وجه الله الحق والسجود له ومحبته وخدمته


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مقره الصيفي في كاستل غاندولفو بالقرب من روما ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين الذين غصت بهم ساحة القصر البابوي الصيفي وقدموا من إيطاليا ومن مختلف أنحاء العالم. قال البابا: آلاف الشبان والشابات انطلقوا أو يتأهبون للانطلاق نحو كولونيا بألمانيا للمشاركة في اليوم العالمي العشرين للشبيبة وموضوعه هذه السنة "جئنا لنسجد له".

لقد جندت الكنيسة طاقاتها لعيش هذا الحدث الاستثنائي عبر النظر إلى المجوس كنموذج للباحثين عن المسيح للسجود له. ولكن ماذا يعني السجود؟ ربما يتعلق الأمر بتصرف يعود إلى عصور غابرة لا معنى له بالنسبة للإنسان المعاصر؟ كلا! هناك صلاة يتلوها كثيرون عند الصباح والمساء تبدأ بالكلمات التالية:"أسجد لك يا إلهي، وأحبك من كل قلبي...". يجدد المؤمن كل يوم عند الفجر والغروب "سجوده" أي إقراره بحضور الرب خالق وسيد الكون. إنه إقرار مليء بعرفان الجميل ينطلق من صميم القلب ويشمل الكائن كله لأن الإنسان قادر على تحقيق ذاته عبر السجود لله ومحبته. يسجد المجوس لطفل بيت لحم ابن الله الأوحد كما يقول القديس بولس:"الذي حل فيه جسديا كل ملء اللاهوت".

خبرة مماثلة بمعنى ما عاشها بطرس ويعقوب ويوحنا ـ كما يذكرنا عيد تجلي الرب على جبل طابور الذي صادف أمس السبت ـ حيث أعلن يسوع مجده الإلهي والانتصار النهائي على الموت. وفي الفصح المجيد أعلن المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات ملء ألوهيته وأعطى البشر عطية محبته المخلصة. والقديسون هم الذين قبلوا هذه العطية وأصبحوا ساجدين حقيقيين للرب الحي من خلال محبته بدون تحفظ في مختلف مراحل حياتهم. إن الكنيسة ترغب خلال لقاء كولونيا القادم أن تقترح من جديد على جميع شباب الألف الثالث هذه القداسة أي ذروة المحبة. من أفضل من مريم العذراء قادر على مرافقتنا في مسيرة القداسة هذه؟ من أفضل منها قادر على تلقيننا السجود للمسيح؟ فلتساعد العذراء مريم الأجيال الناشئة على أن ترى في المسيح وجه الله الحق والسجود له ومحبته وخدمته بتكريس الذات كليا.

هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي. وأضاف يقول: قبل أن أحي المؤمنين والحجاج الحاضرين أعبر عن تعازي الحارة لأقارب ضحايا الكارثة الجوية أمس في جنوب إيطاليا. أصلي من أجل الضحايا والجرحى  ومعظمهم من مدينة باري وضواحيها. وأقاسم حزن العائلات والجماعتين الكنسية والمدنية في باري التي زرتها مؤخرا بمناسبة المؤتمر القرباني الوطني. فليمنح المسيح المصلوب والقائم من بين الأموات العزاء والرجاء للجميع. هذا ثم حي قداسة البابا المؤمنين الحاضرين باللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية والبولندية والألمانية والإيطالية متمنيا للجميع يوم أحد سعيد ومنح الجميع بركته الرسولية.        

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.