2005-08-06 16:15:50

إنجيل الأحد 7 آب أغسطس... وقفة تأمل أسبوعيَّة حول كلمة الحياة


واضطرَّ التلاميذ عندئذٍ أن يركبوا السفينة ويتقدَّموهُ إلى الشاطئ المقابلِ حتى يصرفَ الجمع. ولما صرفَهم صعد إلى الجبل ليصلِّي في العزلة. وكان في المساء وحده هناك. وأمَّا السفينة فقد بلغت عُرضَ البحر وطغتِ الأمواجُ عليها، لأنَّ الريحَ كانت مخالفة لها. فعند الهزيعِ الرابع من الليل، جاء إليهم مشيًا على البحر. فلمَّا رآهُ التلاميذُ ماشيًا على البحر، اضطربوا وقالوا:"هذا خيال!" واستولى عليهم الخوفُ وصرخوا. فبادرهم يسوع بقوله:"سكِّنوا روعَكم. أنا هو، لا تخافوا!" فأجابه بطرس:"ربِّ، إنْ كنتَ إيَّاه، فمرني أنْ أذهبَ إليكَ على الماء." فقال له:"تعال!" فنَزَل بطرس من السفينة يمشي على الماء آتيًا نحو يسوع. ولكنَّه خاف عندما رأى شدَّة الريح فأخذَ يغرق، فصرخ:"ربِّ نجِّني!" فمدَّ يسوعُ يده من ساعتِه وأمسكَهُ وهو يقولُ له:"يا قليل الإيمان، لماذا شكَّكتْ؟" ولمَّا ركبا السفينةَ، سكنتِ الريح. فسجدَ له الذين كانوا في السفينة وقالوا:"أنتَ ابنُ اللهِ حقًا!"

 

التأمل:RealAudioMP3

   تُصوّر لنا آيات إنجيل هذا الأحد تجربة العيش بعيداً عن يسوع الذي بعد أن صرف الجموع صعد إلى الجبل ليُصلّي في العزلة، فبقي التلاميذ هم أيضاً لوحدهم دون أن يفهموا معنى أعجوبة تكثير الخبزات الخمسة والسّمَكَتَين لأنّ قلوبهم لا زالت قاسية. بقى التلاميذ لوحدهم يصارعون الريح في اللّيل يعيشون في الآن معاً الإيمان والوحدة بدون يسوع. والإيمان بيسوع لا يعني عدم تجنّبنا عواصف الحياة ومخاطرها، ويسوع لا يُعفي أحداً من مواجهة مصيره، وعلى كلّ واحد أن يخلّص نفسه فيما الإيمان يبقى صلة الوصل مع المخلِّص، والإيمان يعني حضور يسوع الدائم فينا يُقوينا لمواجهة مصاعب الحياة ومخاطرها.

   ومشهد بطرس الذي همّ لملاقاة يسوع بالسّير على المياه، يُعلّمنا أن الإيمان لا يكفي لوحده لأنّه يضعف إن غلّبنا عليه الخوف، فيغرق في بحر الخطايا... بطرس أضاع يسوع ونظر إلى شدّة الريح فأخذ يغرق ولكنّ حظّه الوحيد كان الاستغاثة بيسوع. وحظّنا الوحيد نحن السائرون في خضمّ أمواج بحر هذا العالم الهائج هو يسوع، فلنصرخ إليه ضارعين لأنّه وحده قادر على إنقاذنا من الغرق والموت.

   إيماننا يزداد هزالة وعرضة للوقوف في تربة الضعف أمام المشاكل وآلام الحياة، والشك هو رفيقنا حتّى آخر رمق من حياتنا. لننظر إلى يسوع لا إلى مشاكل العالم لأنّ فيه خشبة خلاصنا. آمين.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.