2005-08-03 16:17:12

في مقابلة الأربعاء العامَّة قداسة البابا يحدِّث المؤمنين عن المزمور 124


اجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم مقابلة الأربعاء العامَّة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وشارك فيها أكثر من ستَّة آلاف مؤمن وزائر وحدَّثهم عن المزمور المائة والرابع والعشرين. استهلَّ الأب الأقدس تعليمه مشيرًا إلى أنَّ نصَّ هذا المزمور حكمي ويثير الثقة بالربّ ويتضمَّن صلاة مختصرة: "جُدْ يا ربُّ على ذوي الجودة والمستقيمي القلوب." وتعكس الآيات الأولى ثبات من يثق بالربِّ مقارنًا إياها بثبات الصخرة وضمانة "جبل صهيون". وأكَّد البابا على أنَّ هذا الثباث يرتكز إلى حضور الربّ "صخرة وقوَّة وملجأ وحصن وقوَّة الخلاص"، وأنَّه ينبغي أن يظلَّ الإيمان صافيًا حتَّى حين يشعر المؤمن بأنَّه منعزل ومحاط بالأخطار والأعداء.

ثمَّ ذكَّر قداسة البابا أنَّ النبي أشعيا يشهد على أنَّه سمع من فم الربِّ هذه الكلمات الموجَّهة إلى المؤمنين:ها إنِّي واضعٌ حجرًا في صهيون حجرًا مختارًا رأسَ زاويةٍ كريمًا أساسًا موثَّقًا فَمنْ آمنَ به فلن يتزعزع." وأضاف الحبر الأعظم يقول:يؤكِّد صاحب المزامير أنَّ لثقة المؤمن سندًا آخر: الربّ واقف دفاعًا عن شعبه كما الجبال تحيط بأورشليم جاعلة منها مدينة محصَّنة بالقلاع الطبعييَّة.

وأشار قداسته إلى أنَّ صاحب المزامير يُطمئن الأبرار في مناخ هذه الثقة الجذريَّة،وإلى أنَّ وضعهم قد يكون قلقًا بسبب سلطان الأشرار الذين يريديون أن يفرضوا سلطتهم وسيطرتهم. ثمَّ إنَّ الأبرار أنفسهم قد يكونوا معرَّضين إلى أن يصبحوا شركاء الشرّ ليتحاشوا طورائ خطيرة، غير أنَّ الربَّ يحميهم من الإضطهاد وأعمال القمع:"لن تستقرَّ عصا النِّفاق على قُرعة الصدِّيقين لكي لا يمدَّ الصديقيون أيديَهم إلى الإثم." إنَّ هذا المزمور يفيض في النفس ثقة راسخة ويساعد بقوَّة شديدة على مواجهة الأوضاع الصعبة حين ترتبط بالأزمة الخارجيَّة للعزلة والهزء والإحتقار حيال المؤمنين، أزمةٌ داخليَّة بفعل التعب والقنوط.

وأنهى قداسة البابا بندكتس السادس عشر تعيلمه مشيرًا إلى أنَّ خاتمة المزمور المائة والرابع والعشرين تحتوي على صلاة موجَّهة إلى الربِّ من أجل الصَّلاح ومستقيمي القلوب، كما تعلن الويل والدمار ضدَّ السائرين في سبل معوَّجة:"جُد يا ربُّ على ذوي الجودة والمستقيمي القلوب. أمَّا الذين يعدلونَ إلى سبلِهم ذات العِوجِ فسيوقُهم الربُّ مع فاعلي الإثم." ويطلب صاحب المزامير في هذا الإطار أن يُظهر الربُّ ذاته أبًا محبًّا حيال الأبرار والمؤمنين الذين يحملون عالية شعلة استقامة الحياة والضمير الصالح.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.