2005-07-29 15:48:17

الكرسي الرسولي يردّ على الإتهامات الإسرائيليَّة: كما أنَّ الحكومة الإسرائيليَّة لا تقبل بأن يملي عليها أحد ما يجب أن تفعل، كذلك الكرسي الرسولي، لا يقبل بأن يتلقَّى دروسًا وتوجيهات من أيِّ سلطة بشأن وجهة ومضامين تصريحاته


عاد الكرسي الرسولي ليردَّ على الإحتجاج الإسرائيلي لعدم ذكر اعتداء ناتنيا في كلمة قداسة البابا بندكتس السادس عشر يوم الأحد 24 تموز يوليو الجاري، خلال صلاة التبشير الملائكي. وكان مسؤول في وزارة الخارجيَّة الإسرائيليَّة نمرود بركان أدلى بمقابلة لصحيفة جيروزيليم بوست مليئة بالإنتقادات. وهذه الكلمات القاسية وُجَّهت إلى البابا بندكتس السادس عشر وسلفه يوحنا بولس الثاني، وتقول إسرائيل إنَّها تدخَّلت كيما ومع حبريَّة البابا الجديدة، يبدِّل الكرسي الرسولي موقفه.

وجاء في بيان صادر عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أنَّ يوحنا بولس الثاني أدان غير مرَّة كلَّ شكل من أشكال الإرهاب ضدَّ إسرائيل، وأنَّه لم يكن ممكنًا في كلِّ مرَّة تتعرَّض فيها إسرائيل لهجوم إصدار إدانة على الفور، وذلك لأسباب متعدِّدة، بينها أنَّ ردود الفعل الإسرائيليَّة لم تكن تتَّفق دائمًا ومبادئ القانون الدولي، وبالتالي، كان من غير الممكن إدانة العمل الأوَّل والسكوت عن الثاني.

ويضيف بيان دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي:كما أنَّ الحكومة الإسرائيليَّة لا تقبل بأن يملي عليها أحد ما يجب أن تفعل، فكذلك الكرسي الرسولي، لا يقبل بأن يتلقَّى دروسًا وتوجيهات من أيِّ سلطة بشأن وجهة ومضامين تصريحاته.

والجدير ذكره أيضًا أنَّ البابا يوحنا بولس الثاني عبَّر في أكثر من مناسبة عن فكره إن في ما يتعلَّق بدولة إسرائيل وحقوقها وإن بالواجبات حيال الشعب الفلسطيني، عبر التأكيد بأنَّ العنف والإرهاب لا يقودان إلى السَّلام. ونذكِّر ببعض مداخلات البابا يوحنا بولس الثاني بشأن إدانة أعمال العنف بحقِّ المدنيين ولصالح حقِّ دولة إسرائيل في العيش بأمان وسلام،وذلك ما فعله في كلمته لأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي في الثاني عشر من كانون الثاني يناير عام 1979 وفي السادس عشر من يناير من عام 1982.

وفي كلمته خلال صلاة التبشير الملائكي في الرابع من نيسان أبريل من عام 1982، عبَّر عن ألمه للأحداث الأليمة التي وقعت في الضفَّة الغربيَّة، وفي الخامس عشر من يناير من عام 83، دعا يوحنا بولس الثاني لوقف اللجوء إلى العنف والإرهاب والثأر.

وفي لقائه الجماعة اليهوديَّة في ميامي في الحادي عشر من أيلول سبتمبر من عام 87 والجماعة اليهوديَّة في فيينا في الرابع والعشرين من حزيران يونيو عام 88 قال يوحنا بولس الثاني:"إنَّ تذكار المحرقة يعني رفض كلَّ شكل من أشكال التحريض على العنف وحماية وتعزيز كلِّ بذرة حريَّة وسلام بصبر ومواظبة. وأليس تأكيد البابا على حقِّ العيش بسلام لجميع سكَّان الأرض المقدَّسة في الثالث من فبراير شباط من عام 89 خلال لقائه الأساقفة اللاتين في المناطق العربيَّة، يعني إدانة أعمال العنف؟

وفي العاشر من شهر تشرين الأوَّل أكتوبر من عام 1990، ندَّد يوحنا بولس الثاني في مقابلة الأربعاء العامَّة بأعمال العنف في القدس وقال في الثاني عشر من يناير كانون الثاني من عام 1991: لا بدَّ من ضمان الأوضاع الملائمة لدولة إسرائيل من أجل أمنها.

وفي لقائه الجماعة اليهوديَّة في برازيليا في الرابع عشر من تشرين الأوَّل أكتوبر من عام 1991، سأل البابا فويتيوا الله أن يتمكَّن الإسرائيليون من أن يعيشوا في أرضهم بسلام وأمن. وما من أحد ينسى كلمات يوحنا بولس الثاني في صلاة التبشير الملائكي في الأوَّل من يناير كانون الثاني في عام 1993 حين أكَّد مجدَّدًا على إدانته أعمال العنف في الشرق الأوسط، من أيِّ جهة أتى.

وفي التاسع من يناير من عام 95 قال إنَّ السلام في الأرض المقدَّسة لا يُكتب برسائل دم إنَّما بالحكمة والقلب. وفي الثاني والعشرين من الشهر عينه أدان يوحنا بولس الثاني بحزم الإعتداء الإرهابي في ناتنيا. وفي الثلاثين من تموز يوليو من عام 1997، وفي هجوم وقع في القدس، أدان الكرسي الرسولي العنف الأعمى الذي يزرع الموت وجاء في بيان صادر عن دار الصحافة: ليس بأعمال مماثلة، يُبنى السَّلام. الأب الأقدس ذكَّر أكثر من مرَّة بأنَّ العنف يولِّد العنف فقط.

وفي رسالته إلى المدينة والعالم في الحادي والثلاثين من آذار مارس من عام 2002، أدان يوحنا بولس الثاني أعمال العنف التي تدمي الأرض المقدَّسة، وأدان أيضًا في الثاني والعشرين من شباط فبراير من عام 2004 العمليَّة الإنتحاريَّة في القدس. وقبل وشهر ونصف على وفاته، قال يوحنا بولس الثاني في الثالث عشر من شباط فبراير من عام 2005:"سأواصل الصلاة على نيَّة السَّلام في الشرق الأوسط."

كما أنَّ البابا يوحنا بولس الثاني وفي مناسبات عديدة وأمام ملايين الأشخاص وفي رسائله وكلماته ولقاءاته مع وفود يهوديَّة، أدان الإرهاب ضدَّ سكَّان الأرض المقدَّسة. خلال السنوات الست والعشرين من حبريَّته، ارتفع صوت يوحنا بولس الثاني غير مرَّة وبقوَّة، لإدانة كلِّ عمل إرهابي ودعا دومًا إلى السَّلام.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.