2005-07-18 09:39:58

في أوَّل صلاة تبشير ملائكي من فال داوستا البابا يقول إنَّ العطلة فترة تمكن من تكريس قسط أوفر للصلاة والقراءة والتأمل بمعاني الحياة في إطار العائلة والأحباء


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر اليوم حين حي قداسة البابا بندكتس السادس عشر المؤمنين الذين تهافتوا إلى مقر استراحته الصيفية في فال داوستا شمال إيطاليا لتلاوة صلاة التبشير الملائكي معه. وبعد أن عانق الحبر الأعظم عددا من الأطفال والصغار توجه إلى المؤمنين بالقول: لأيام قليلة خلت جئت إلى هذه المنطقة بين جبال فال داوستا الخلابة حيث لا تزال حية ذكرى سلفي البابا يوحنا بولس الثاني الذي أمضى لسنوات عديدة فترات استراحة في هذه المنطقة. إن هذه الوقفة الصيفية عطية من عند الله وبخاصة بعد الأشهر الأولى من خدمتي الرعوية التي دعتني إليها العناية الربانية.

أشكر من كل قلبي أسقف أوستا المطران جوزيبي أنفوسي وجميع الذين شاركوا في تنظيم هذه الاستراحة والقائمين على سير الأمور. أشكر أيضا أهالي المنطقة والسياح على ضيافتهم الرحبة. من الضرورة بمكان في عالم اليوم أن نتجدد جميعا بالجسد والروح سيما سكان المدن حيث الحياة اليومية لا تخلو من الضجيج والحركة لا بل تترك مجالا ضيقا للصمت والتأمل والشعور بالرابط مع الطبيعة. إن العطلة فترة تمكن من تكريس قسط أوفر للصلاة والقراءة والتأمل بمعاني الحياة في إطار العائلة والأحباء. إنها فترة توفر إمكانات فريدة من نوعها للتأمل في جمال الطبيعة للكبار والصغار على السواء. ويجد الإنسان في علاقته مع الطبيعة بعده الصحيح ويكتشف ذاته من جديد كمخلوق صغير وفي الوقت عينه فريد من نوعه، مخلوق منفتح على اللامتناهي. وبدافع اكتشاف المعاني العميقة يدرك هذا المخلوق أهمية وتأثير الطيبة في العالم والعناية الإلهية وينفتح بالتالي بشكل طبيعي على الصلاة وتمجيد الله الخالق. فلنتلو معا صلاة التبشير الملائكي في هذا المكان الخلاب ولنسأل العذراء مريم أن تعلمنا سر الصمت والتأمل ومحبة الطبيعة التي تزدهر عربون شكر لله كي نقبل في قلوبنا نور الحقيقة ونمارسها بحرية ومحبة.

هذا ثم تلا قداسة البابا والمؤمنون صلاة التبشير الملائكي وأضاف يقول: أود أن أشكر مجددا كنيسة أوستا العريقة قي القدم. وإني أصلي في هذه الأيام بشكل خاص من أجل أسقف المنطقة وكهنتها ورهبانها وراهباتها وعائلاتها وكذلك أيضا من أجل المرضى. أحي الرهبان الساليزيان الذين يستضيفوني في منزلهم ومعهم السلطات المدنية. وأوجه تحية خاصة إلى راهبات القديس يوسف في أوستا، بينيرولو وكونيو وأشكرهم على رسالتهم في خدمة الآخرين. أحي أيضا عمال الصناعات المحلية وأتمنى مزيدا من الالتزام من قبل المعنيين لتسوية مشاكلهم لما فيه خير عائلاتهم. بعدها حي البابا المؤمنين باللغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية وتمنى للجميع يوما سعيدا ومنحهم بركته الرسولية.   


 








All the contents on this site are copyrighted ©.