2005-07-11 15:36:52

مجزرة سريبرينيتسا: أسوأ مذبحة تشهدها أوروبا بعد الحرب العالميّة الثانية


   تُحيي شعوب البوسنة والهرسك اليوم الذكرى العاشرة لمجرزة سريبرينيتسا، أسوأ مذبحة تشهدها أوروبا بعد الحرب العالميّة الثانية، وسقط فيها نحو ثمانية آلاف بوسني مُسلم على أيدي القوّات الصربيّة.

   الرّئيس الصربي بوريس تاديتش، صرّح أنَّه سيكون من بين أوّل من سيحضرون احتفال إحياء هذه الذكرى الأليمة تأكيداً على رفض بلاده هذه الجريمة وإكرامها لأرواح الضحايا الأبرياء. علينا، أضاف الرئيس الصربي، التمييز بين المواطنين الصربيّين والمجرمين الفارّين من العدالة الدوليّة. يُذكر أن المسؤولَين الصربيّين السابقَين عن السياسة والعسكر، رودوفان كاراتزيتش وراتكو ملاديتش، المُدانَين  من قبل المحكمة الجزائية الدوليّة بمجزرة مُسلمي البوسنة عام 1995، لا يزالا فارّين من العدالة. واحتجاجاً على عدم إلقاء القبض عليهما من قبل السلطات الصربيّة، رفضت المدَّعيَة العامّة للمحكمة الجزائية الدولية القاضية كارلا كونتي المشاركة في الاحتفال. إلى ذلك يبلغ عدد المتّهمين بمجزرة سريبرينيتسا تسعة عشرة شخصاً حوكِمَ وأُدين منهم ستّة فقط فيما لا يزال الآخرون في عداد الفارّين.

   وفي المناسبة الأليمة يتقاطر آلاف مُسلمي البوسنة إلى سريبرينيتسا للمشاركة في إحياء الذكرى والسعي لنسيان الماضي وبناء مستقبل أفضل مبني على المحبّة والتسامح دون إغفال محاكمة المجرمين باسم الحق والعدالة.

   إذاً أكثر من خمسين ألف شخص وخمسين بعثة أجنبيّة سيُحيون الذكرى في سريبرينيتسا التي ستشهد أيضاً دفن ستمائة وعشر جثث ضحايا المجزرة كانت قد اكُتشِفَت في الأشهر القليلة الماضية في إحدى المقابر الجماعيّة.

   السّعيد الذكر البابا يوحنّا بولس الثّاني علّق على هذه المجزرة البشعة في كلمته أثناء صلاة التبشير الملائكي في السادس عشر من تمُّوز يوليو من عام 1995 قال:"إن الأنباء والصور الواردة من البوسنة، وبنوع خاص من سريبرينيتسا وزيبا، تشهد على عمق غرق أوروبا والبشرية في غياهب الرّذيلة.

   ما من سبب ولا برنامج يُمكنهما تبرير هكذا أعمال وأساليب بربريّة: إنها جرائم ضدّ الإنسانيَّة!

   كيف لي أن أوصل كلمتي وعاطفتي وصلاتي إلى أولئك الإخوة والأخوات المرميّين على دروب الموت في أقصى درجات البؤس!

   أناشد الناس ذوي الإرادة الحسنة بالاستمرار بلا كللٍ في مساعدة هذه الشعوب المعذّبة.

   إنّ ما يحدث تحت نظر العالم أجمع، ختم البابا الراحل كلمته آنذاك، يُشكّل نكسة للحضارة. فهذه الجرائم ستبقى بين أتعس فصول تاريخ أوروبا. فليَمسس الله القلوب ويُضيء الأرواح الضائعة!"








All the contents on this site are copyrighted ©.