2005-07-10 12:43:27

قداسة البابا يتحدث قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي عن القديس مبارك ويصلي من أجل منفّذي اعتداءات لندن


تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان وكل من استمعوا إليه عبر الإذاعة والتلفزيون.  قال قداسته: يُحتفل يوم غد الاثنين بعيد القديس مبارك شفيع أوروبا، وهو قديس عزيز جداً على قلبي، وُلد في منطقة نورشا في عام 480.  وبعد أن تابع دروسه في روما، خيبت آماله حياة المدينة فقرّر الاختلاء في منطقة سوبياكو حيث أمضى ثلاث سنوات تقريباً في إحدى المغاور، مكرّساً نفسه بالكامل لله.  بعدها قام هذا القديس ببناء بعض الأديرة في منطقة سوبياكو، فأبصرت هكذا النور جماعة رهبانية جديدة ترتكز إلى حبّ المسيح وترفع المجد لله من خلال الصلاة والعمل.  كان شغل القديس مبارك الشاغل البحث عن ملكوت الله،  ومع انهيار الإمبراطورية الرومانية زرع هذا القديس ـ ربما دون أن يدري ـ بذار حضارة جديدة ترتكز إلى أسس القيم المسيحية.

وتابع البابا يقول: إن القديس مبارك لم ينشئ مؤسسة رهبانية هدفها تبشير الشعوب "البربرية"، كما فعل كبار المرسلين في ذلك العصر، بيد أنه وضع لأتباعه هدفاً أساسياً ألا وهو "البحث عن الله".  كان هذا القديس يعلم جيداً أنه عندما يدخل المؤمن في علاقة وطيدة مع الله لا يُمكنه أن يعيش إيمانه بطريقة سطحية.  والمسيحيون مدعوون إلى النظر إلى هذه القيم لعيش القداسة التي ينبغي أن تصبح "أولوية راعوية" في عالم اليوم.  والقديسة مريم، التي عاشت في شركة عميقة ومتواصلة مع المسيح، تشكل المثال الأسمى والأكمل لهذه القداسة.  فلنسأل الله ـ بشفاعة العذراء مريم والقديس مبارك ـ أن يرسل إلى عالم اليوم رجالاً ونساءً يكونون في هذا الألف الجديد "ملحاً للأرض ونوراً للعالم" من خلال عيش إيمانهم والشهادة له في حياتهم.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي قال الحبر الأعظم: إننا نشعر جميعنا بالألم العميق حيال الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في لندن يوم الخميس الماضي.  فلنصل من أجل كل من قُتلوا أو جُرحوا أو فقدوا أحباءهم.  ولنصل أيضاً من أجل من نفّذوا هذه الاعتداءات ولنسأل الله أن يلامس قلوبهم.  وأقول لمن يزرعون بذار الحقد وينفذون عمليات إرهابية: الله يحبّ الحياة، التي خلقها، لا الموت. كفى! باسم الله. 

في ختام كلمته، وقبل أن يوجه تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين قال البابا: سأتوجّه يوم غد إلى إقليم فالي داوستا حيث سأخلد إلى فترة قصيرة من الراحة.  سأنزل في البيت الذي استضاف مرات كثيرة البابا يوحنا بولس الثاني.  أشكر كل من سيرافقونني بالصلاة، وأقول لكم جميعاً "إلى اللقاء".  هذا ثم تمنى قداسته للكل أحداً سعيداً.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.