كلمة قداسة البابا إلى وفد من حجّاج رئاسة أبرشيّة مدريد الإسبانيّة بمناسبة انتهاء أعمال السينودوس الأبرشي الثالث

   استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل ظهر اليوم في قاعة بولس السّادس في الفاتيكان وفداً كبيراً من حجّاج رئاسة أبرشيّة مدريد الإسبانيّة يتقدّمهم رئيس الأساقفة الكردينال أنطونيو ماريا فاريلا، وذلك بمناسبة انتهاء أعمال السينودوس الأبرشي الثالث الذي كان موضوعها:"عيش وتحقيق نقل الإيمان في الشركة الكنسيّة".

   ويوم عيد العنصرة الذي خُصّص هذا العام لسرّ القربان المقدّس، قال البابا في كلمته، انتهت أعمال السينودوس الأبرشي الثّالث الذي طرح تجديد الإيمان والوحدة بين جميع أعضاء كنيسة مدريد. وقد أدركت الجماعة الكنسيّة أنّها "عائلة إيمان" رباطها عميق ووثيق يجمع وقائع مختلفة تعكس وجود الله داخل هذه العائلة كعلامة وحدة لكلّ المجتمع. إنّها جماعة كاثوليكيّة، أضاف قداسته، وكاثوليكيّة يعني أن تكون منفتحة ومؤتمنة على الرسالة والدعوة الشاملة إلى القداسة. إنّها جماعة تتناغم وتتوافق مع أشخاص مختلفي الانتماء وطرق العيش، وهذه الجماعة الكاثوليكيّة تحجّ اليوم إلى روما كعلامة لشركتها مع خليفة بطرس ومن خلاله مع الكنيسة الجامعة.

   ثمّ تحدّث البابا عن العنصرة الجديدة التي تعيشها كنيسة مدريد وسط مشاعر الرجاء والألم والمصاعب مردّدة كلمات يسوع القائل:"مسحني الله لأشفي منكسري القلوب وأبشّر الفقراء وأُعتِق الأسرى وأهب العميان البصر". ولهذه الأهداف تريد الكنيسة في مدريد أن تبقى حاضرة في مختلف مجالات الحياة اليوميّة، وحتّى من خلال وسائل الإعلام، لتوصل إلى كلّ رجل وامرأة محبّة الله الآب التي أظهرها ليسوع المسيح. هذه المحبّة السخيّة وغير المشروطة لا تشمل فقط من يُصغي لرسالة الإنجيل، بل أيضاً من يجهل أو يرفض هذه الرسالة...

   ثمّ حثّ البابا في ختام كلمته جميع أبناء رئاسة أبرشيّة مدريد الإسبانيّة على تطبيق توصيات السينودوس الأبرشي وذلك من خلال الصلاة وممارسة الأسرار والسّير بكلّ ما أوتوا من قوّة على دروب القداسة، أسمى مراحل الحياة المسيحيّة، على ما قاله السّعيد الذكر البابا يوحنّا بولس الثّاني. وأخيراً سأل قداسته لجميع أبناء رئاسة الأبرشيّة شفاعة العذراء مريم لتنال لهم نعمة الأمانة التامّة ليسوع المسيح وكنيسته، وأكّد على مرافقته لهم بالصلاة مانحاً إياهم بركته الرسوليّة.