2005-07-01 15:47:02

نيَّة الكنيسة العامَّة لشهر تموز يوليو 2005: من أجل أن يتنبَّه المسيحيون إلى مشاعر وحاجات كلِّ فرد بدون إخفاء المتطلِّبات الجذريَّة للرسالة الإنجيليَّة


   تُصلّي الكنيسة في نيّتها العامّة لشهر تمّوز يوليو من أجل أن يتنبّه المسيحيّون إلى مشاعر وحاجات كلّ فرد، دون إخفاء المتطلّبات الجذريّة للرسالة الإنجيليّة.

   إن البشارة الأوليّة بالإنجيل باتت ضروريّة في أنحاء عديدة من القارّة الأوروبيّة. فعدد غير المعمّدين يتزايد سواء لسبب تنامي عدد المهاجرين المُنتمين لديانات أُخرى، وسواء لعدم تلقّي الأطفال الصغار أبناء العائلات المسيحيّة التقليديّة سرّ العماد، بسبب سيطرة الفكر الشيوعي أو اللاَّمبالاة الدينيّة المُتفشيّة في مفاصل المجتمع.

   إن القارّة الأوروبيّة وللأسف، تبرز من بين بقاع الأرض التي تحتاج لإعادة تبشير، حتّى أوليّة بالإنجيل، والكنيسة لا يُمكنها أمام هذا الواقع التنصّل من واجباتها الجريئة التي تفتح المجال أمام تحقيق خطوات علاجيّة وسط بيئات اجتماعيّة وثقافيّة تتطلّب في الواقع رسالة حقيقيّة.

   ولا تغفل الكنيسة أيضاً حاجة الكثيرين ممّن تلقّوا سرّ العماد، إلى تبشير مُتجّدد بكلمة الله، إذ إنّ العديد من الأوروبيّين اليوم يظنّ نفسه عالماً بالمسيحيّة فيما لا يَعرف شيئاً عنها في الواقع. وحتّى العناصر الأساسيّة والبديهيّة للإيمان المسيحي باتت مجهولة، وبات معمَّدون كثراً يعيشون وكأن المسيح غير موجود، فقدوا الالتزام الأدبي واجتاحتهم تياّرات الإلحاد التي أضعفت إيمانهم والتزامهم المسيحيَّين.

   إنّ القيم الكُبرى التي استوحت منها ثقافة القارّة الأوروبيّة قد فُصِلَت عن الإنجيل وفقدت بذلك روحها الحقيقيّة العميقة منجرفة بأمواج الانحرافات الكثيرة.

   "وهل سيجد ابن الإنسان عند عودته الثانية إيماناً على الأرض؟" هل سيجده في أرض أوروبا القديمة؟ سؤال مفتوح يدلّ بوضوح على عمق الطابع المأسوي لأخطر التحديات التي تواجهها الكنيسة اليوم. وهذه التحديات لا تتجلّى وحسب بمنح سرّ العماد للمُرتدّين الجدد، بل أيضاً بقيادتهم عبر تربية مُستديمة لتحقيق ارتداد وتوبة جذريّة للمسيح وإنجيله. همّ الكنيسة نقل إنجيل الرجاء إلى من لا رجاء وإيمان لهم بسبب بُعدهم عن المسيح.

   أن نتمكّن من إعلان إنجيل الرجاء يعني أن نكون راسخين وأمناء ليسوع المسيح، وإذا ما كان الإنجيل الذي نُبشّر به هو نفسه في كلّ الأزمنة، فإنّ الجميع مدعوّون للتبشير بيسوع المسيح في كلّ ناحية وصوب لجذب الآخرين إلى الإيمان بمثال حياتنا وعيشنا في العائلة والوظيفة والمجتمع، وبإشعاعنا بالفرح والمحبّة والرّجاء فيرى كثيرون أعمالنا ويُمجّدوا أبانا الذي في السماوات ويتحوّلوا إلى خمير طيّب يُطعّم الثقافات بنكهة يسوع المسيح. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.