2005-06-30 16:17:38

قداسة البابا يستقبل بعثة البطريركيّة المسكونيّة التي شاركت في احتفال عيد القدِّيسَين بطرس وبولس


   استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر قبل ظهر اليوم في الفاتيكان أعضاء بعثة بطريركيّة الفنار المسكونيّة الأرثوذكسيّة في القسطنطينيّة التي شاركت يوم أمس باحتفال عيد القدّيسَين بطرس وبولس. وجّه البابا كلمته لضيوفه استهلّها بشكر البطريرك المسكوني برتلماوس الأوّل الذي يُرسل بهذه المناسبة كلّ عام بعثة لمشاركة كنيسة روما فرح الاحتفال بعيد شفيعَيها.

   ثمّ استشهد البابا في كلمته بآيات من رسالة القديس بولس إلى أهل فيليبّي، وفيها يشجّع رسول الأمم الكنيسة الشابّة في تلك الناحية على عيش التضامن والوئام والوحدة وسط مخاطر الصراعات الخفيّة التي تُضعف إيمان أبنائها...

   ونوّه البابا بالتقليد الذي يؤمّن الزيارات المتبادلة بين بعثة كنيسة القسطنطينيّة التي تزور سنوياً بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، وبعثة الكرسي الرّسولي التي تزور سنوياً بازليك القديس جورجيوس بمناسبة عيد الرّسول إندراوس. ووصف البابا التقليد الحميد بالتعبير عن الإرادة المتبادلة في محاربة أعمال الجسد التي تهدف لتقسيمنا، وبالعيش حسب إلهامات الروح القدس الذي ينمّي المحبّة في وسطنا.

  "إنّ زيارتكم اليوم، قال البابا، والزيارة التي ستقوم بها كنيسة روما بعد بضعة أشهر، تشهدان على أنّ الإيمان بيسوع المسيح يعمل بواسطة المحبّة. إنّه اختبار "حوار المحبّة"، الذي بدأه على جبل الزّيتون في القدس كلٌّ من البابا بولس السادس والبطريرك أثناغوراس، اختبار لم تذهب ثماره سدى إذ تحقّقت أمور كثيرة حتّى أيامنا هذه: أفكّر على سبيل المثال، أضاف قداسته، بإلغاء الحرم الكنسي المتبادل عام 1054، وباللقاءات والمستندات والمبادرات التي أُقيمت بتشجيع من كنيستَي روما والقسطنطينيّة، وطبعت العقود الأخيرة من مسيرة التآخي.

   ولم ينس البابا الحديث عن سلفه السّعيد الذكر البابا يوحنّا بولس الثّاني الذي وقبل وفاته بأشهر قليلة، تعانق مع البطريرك برتلماوس الأوّل في احتفال مسكوني في كنيسة القديس بطرس قدّم خلاله البابا الراحل هدية لكنيسة القسطنطينيّة قسماً من ذخائر القدّيسَين يوحنّا فم الذّهب وغريغوريوس النازيانزي، علامة للوحدة في القديسين وتأكيداً على العمل الدؤوب بهدف بلوغ الوحدة الكاملة من خلال "الحوار في الحقيقة"...

   وتحدّث البابا في كلمته لبعثة البطريركيّة المسكونيّة الأرثوذكسيّة التي شاركت في احتفال عيد القديسَين بطرس وبولس، عن ضرورة توحيد القوى والطاقات من أجل استعادة أقوى للحوار اللاهوتي الرّسمي الذي بدأ عام 1980 بين الكنيسة الكاثوليكيّة والكنيسة الأرثوذكسيّة، وأعرب قداسته عن امتنانه لما يقوم به البطريرك برتلماوس الأوّل من مجهود جبّار لإعادة تفعيل عمل اللجنة الدوليّة المشتركة بين الكاثوليك والأرثوذكس... فالبحث اللاهوتي يواجه مسائل معقّدة تستأهل حلولاً جذرية والتزاماً جدياً لا يمُكن التهرّب منه خصوصاً أمام دعوة الرّب يسوع لرسله كيما يبنوا فيما بينهم الوحدة في المحبّة... هذه الوحدة المتصدّعة من تقسّم المسيحيّين الذي يعكس وللأسف شهادة ضعيفة لبشارة الإنجيل بين الأمم.

   ودعا البابا إلى مواجهة الاختلاف بالحوار والإرادة الطيّبة ببلوغ الحلول المرجوّة. فنحن، أضاف قداسته، لا نريد لا امتصاص الآخرين و لا حتّى ذوبانهم، بل احترام التعدّديّة الكاملة في الكنيسة الجامعة المقدّسة الرّسولية.

   وبعد أن تحدّث عن الغنى اللاهوتي والروحي الذي تحمله كنيسة الشّرق، حمّل البابا البعثة المسكونيّة، تحياته القلبيّة للبطريرك الأرثوذكسي برتلماوس الأوّل، وتأكيده على مواصلة السعي في البحث عن الوحدة الكاملة بين جميع المسيحيّين، والمضي قدماً على دروب الحوار لتخطّي ما تبقّى من سوء الفهم والانقسامات مُتجنّبين تحميل مسألة الوحدة من الأعباء سوى ما لا بُدَّ منه.








All the contents on this site are copyrighted ©.