2005-06-29 15:27:48

قداسة البابا بندكتس السادس عشر يحتفل بعيد القدِّيسين بطرس وبولس: الخدمة البطرسيَّة الضامن الأوَّل لوحدة الكنيسة


   تحتفل الكنيسة الجامعة اليوم بعيد القدّيسَين بطرس وبولس وبالمناسبة ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة التاسعة والنصف من قبل الظهر، القدّاس الإلهي في بازليك القديس بطرس في الفاتيكان منح خلاله ثلاثة وثلاثين رئيس أساقفة قادمين من مختلف أنحاء العالم درع التثبيت، من بينهم الكردينال أنجلو سودانو بعد انتخابه عميداً لمجمع الكرادلة، والمطران ستانيسلاو تزيفيتش، أمين السرّ الخاص لقداسة البابا الراحل يوحنّا بولس الثّاني، بعد تعيينه رئيساً لأساقفة كراكوفيا في بولندا. حضر الاحتفال حشد كبير من المؤمنين والحجاج، بالإضافة إلى بعثة من مسكونيّة من بطريركيّة الفنار الأرثوذكسية في القسطنطينيّة.

   بعد تلاوة الإنجيل المقدّس ألقى البابا بندكتس السادس عشر عظة تحدّث في مستهلّها عن معنى الخدمة البطرسيّة، أي مهام وسلطة الحبر الأعظم الضّامن الأوّل لوحدة الكنيسة في كلّ الأزمنة والأمكنة. وسطّر البابا، دون الدخول في تفاصيل دقيقة، الدور الذي يقع على عاتقه كرأس للكنيسة، مُجدّداً نداءه من أجل وحدة جميع المسيحيّين، وبنوع خاص للبعثة البطريركيّة المسكونيّة الحاضرة في الاحتفال، قال البابا (صوت):"أحيّي من كل قلبي وبامتنان كبير بعثة الكنيسة الأرثوذكسيّة في القسطنطينيّة التي أرسلها البطريرك المسكوني برتلماوس الأوّل الذي أخصّه بالتحية...وبالرّغم من عدم توافقنا حول مسألة شرحه وأهميّة الخدمة البطرسيّة، فإنّنا نبرح سوياً في تسلسل الخلافة الرّسولية، لذا فنحن متّحدون بعمق في إطار الخدمة الأسقفيّة وسر الكهنوت، ونعترف معاً بإيمان الرّسل كما نقله إلينا الكتاب المقدّس وشرحته لنا المجامع المسكونيّة المقدّسة. ففي هذه اللحظات المليئة بالتشاؤم والشكوك التي تغمر عالمنا، تبقى الرغبة كبيرة بالتعرف إلى الله وذلك من خلال شهادتنا المشتركة ليسوع المسيح، وعلى أساس هذه الوحدة نساعد العالم على الإيمان سائلين الله تعالى أن يُعيننا على بلوغ الوحدة الكاملة التي تسطع من خلاله الحقيقة كالشّمس فيراها العالم ويؤمن".

   كما أسهب البابا في سياق عظته بشرح معنى درع التثبيت وهو وحدة الأساقفة العضوية مع رأسها المعصوم وتثبيتهم في الإيمان الكاثوليكي. فالكثلكة، قال البابا، ليست فقط بعداً أفقياً، فاتحاد أشخاص عديدين في وحدة كاملة يحمل أيضاً بعداً عامودياً: لأنّه بالنظر إلى الله وانفتاح قلوبنا إليه يُمكننا أن نصير حقًّا جسداً وحداً بيسوع المسيح. والكثلكة، أضاف البابا، تعني الشمولية والتعدّديّة التي تصير وحدة تحافظ في الآن معاً على تعدّديّتها وتُمكّن الشعوب المختلفة من تخطّي حواجزها العرقيّة والثقافيّة للنظر مع غيرها إلى الإله الواحد: فكنيسة ألمانيا لا يختلف إيمانها وتقليدها المسيحي عن كنيسة إسبانيا وفرنسا ومصر وليبيا وشرق وغرب الكرة الأرضيّة؛ فكما الشّمس واحدة لا تتغيّر في العالم كلّه، كذلك نور البشارة الحقيقيّة يسطع حيثما كان ليُنير جميع الناس السّاعين لمعرفة الحقيقة...

   ثمّ أعرب البابا في عظته عن فرحته الكبيرة لقيامه يوم أمس بإصدار ملخصّ تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة الذي يساعدنا على فهم أفضل لعيش الإيمان، ودعا الجميع للحصول عليه وعدم اعتباره كتاباً كسواه من الكتب ننساه كقصص الصّيف تحت المظلّة. علينا التأمّل به بهدوء فاسحين له المجال للدخول إلى أعماق نفوسنا لأنّ ما يحتويه هي شهادة القديسين عبر العصور وعصارة الفكر اللاهوتي.








All the contents on this site are copyrighted ©.