2005-06-29 15:28:20

افتتاح دعوى تطويب قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في كاتدرائية يوحنا اللاتيران


افتُتحت مساء أمس الثلاثاء في كاتدرائية يوحنا اللاتيران في روما دعوى تطويب قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، وذلك في قداس إلهي رئسه نيافة الكاردينال كاميلو رويني، نائب الحبر الأعظم العام على أبرشية روما ورئيس أساقفة إيطاليا.  وألقى نيافته أثناء الذبيحة الإلهية عظة، سلّط فيها الضوء على شخصية السعيد الذكر البابا فويتيوا.  واستهلّها يقول: لقد أعلن قداسة البابا بندكتس السادس عشر في الثالث عشر من أيار مايو الماضي، يوم عيد العذراء سيدة فاطمة، أنه أعفى من فترة السنوات الخمس القانونية بعد الوفاة لخادم الله يوحنا بولس الثاني من أجل فتح دعوى تطويبه، وجاء هذا الإعلان بعد واحد وأربعين يوماً فقط على وفاة البابا فويتيوا، وتزامن مع الذكرى السنوية الرابعة والعشرين لمحاولة الاغتيال التي تعرّض لها السعيد الذكر في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان عام 1981.

وبعد أن أعطى الكاردينال رويني لمحة مقتضبة عن حياة خادم الله كارول فويتيوا منذ ولادته ولغاية انتخابه حبراً أعظم، قال إن يوحنا بولس الثاني كان راعياً عرف كيف يقود القطيع الموكل إلى رعايته، حتى في أشد الظروف صعوبة.  وقبل اعتلائه السدة البطرسية، كان فويتيوا أسقفاً شجاعاً نجح في الوقوف في وجه النظام الشيوعي الملحد، وساهم في زعزعة أسسه، وكان خادم الله ـ في الوقت نفسه ـ شاهداً للمحبّة والغفران، اللذين يستطيع من خلالهما الإنسان قهر الشر بالخير، كما يقول القديس بولس الرسول: "لا تدع الشرّ يقهرك بل كن بالخير للشرّ قاهراً"، وهو العنوان الذي اختاره يوحنا بولس الثاني لرسالته بمناسبة اليوم العالمي للسلام 2005.

وتابع الكاردينال كاميلو رويني عظته يقول: استغرقت حبرية البابا يوحنا بولس الثاني ستاً وعشرين سنة، وبقي ذكرها محفوراً في ذهن وقلب كلّ واحد منّا.  وما تزال حية في الأذهان، بنوع خاص، الكلمات التي تفوّه بها بعد أيام قليلة على انتخابه حبراً أعظم حين قال: "لا تخافوا! افتحوا، لا بل شرّعوا الأبواب للمسيح!"  دعوةٌ بقي هو نفسه أميناً لها لغاية وفاته.  والجميع يتذكّر رحلاته الرسولية العديدة التي حمل خلالها "إعلان المسيح"، مخلّص العالم الأوحد، إلى أقاصي الأرض.  ونتذكّر أيضاً المبادرات العديدة التي أطلقها ومن بينها الأيام العالمية للشبيبة، التي تشكّل مناسبة يلتقي خلالها الشبان والشابات بيسوع المسيح. 

وكيف يمكننا أن ننسى ـ مضى نيافته إلى القول ـ النداءات العديدة التي أطلقها يوحنا بولس الثاني من أجل إبعاد شبح الحروب والنزاعات المسلّحة، ومن أجل إحلال السلام وضمان حقوق الفقراء والمهمّشين، وحماية العائلة والدفاع عن كرامة الكائن البشري منذ اللحظة الأولى لتكوينه ولغاية موته الطبيعي.  ويتذكّر الجميع أيضاً الجهود التي بذلها البابا فويتيوا من أجل إسقاط الجدار الذي كان يفصل غرب أوروبا عن شرقها، والنداءات الداعية إلى الاعتراف بالجذور المسيحية للقارة الأوروبية.  ونتذكّر أيضاً ما فعله الحبر الأعظم الراحل من أجل استعادة الوحدة بين المسيحيين، وكي تصبح الأديان أداة سلام وسط جميع الشعوب.

ينبع نشاط خادم الله يوحنا بولس الثاني الرسولي الذي لا يعرف التعب والكلل، قال الكاردينال رويني، من علاقته الحميمة مع الله، تلك العلاقة التي قادت خطواته منذ صغر سنّه، ولغاية نهاية حياته الأرضية.  وكان فويتيوا أيضاً على علاقة وثيقة مع يسوع المسيح الذي شاركه آلامه منذ تعرّضه لمحاولة الاغتيال في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان في الثالث عشر من أيار مايو من عام 1981، ولم تنته آلامه عند هذا الحد بل رافقته لغاية وفاته.  وذكّر الكاردينال رويني في ختام عظته بما جاء على لسان الكاردينال جوزف راتزينغر، خلال احتفاله بمراسم تشييع البابا يوحنا بولس الثاني في الثامن من أبريل نيسان الماضي، حين قال: "إننا واثقون بأن البابا الحبيب يطلّ الآن من على نافذة بيت الآب، يرانا ويباركنا".

 








All the contents on this site are copyrighted ©.