2005-06-25 16:15:49

إنجيل الأحد 25 حزيران 2005 وقفة تأمل أسبوعيَّة حول كلمة الحياة


   "في ذلك الزّمان قال يسوع لتلاميذه":"من كان أبوه أو أمّه أحبَّ إليه منّي، فليس جديراً بي. ومن كانَ ابنُه أو ابنتُهُ أحبَّ إليهِ منِّي فليس جديراً بي. ومن لم يَحمِل صَليبَهُ ويتبعني، فليسَ جديراً بي. من حفِظَ حياتَه يَفقِدُها. من فقد حياته في سبيلي يجدُها. من قَبِلَكُم قَبِلَني، ومن قَبِلَني قبِلَ الذي أرسلني. من قبل نبيًّا لأنّه نبيٌّ فأجرَ نبيٍّ ينال. من قَبِلَ صدِّيقاً لأنّه صدّيقٌ فأجرُ صدِّيقٍ ينال. ومن سقى أحدَ هؤلاء الصّغار كوبَ ماءٍ باردٍ لأنّه تلميذ، فأجرُهُ، الحقَّ أقولُ لكم، لن يَضيع". (متّى: 37:10-42)

 

التأمّل: RealAudioMP3

 

   كلمات يسوع في إنجيل هذا الأحد تبدوا قاسية للوهلة الأولى، إذ على الرّسل الحد من قيمة رُبُطهم العائليّة، بل التخلي عنها نهائياً، ولكنّ حياة الكنيسة التطبيقيّة منذ بدايتها لا تشير إلى هذا المفهوم الراديكالي، إنما أصبحت الكنيسة جماعة يشعر أعضاؤها برباط عائلي وثيق له قيمته الكبيرة. فالعاطفة العائليّة هي من أسمى كنوز النفس، لذا لا يجب على رسول المسيح أن يكون لديه شيء أثمن من يسوع المسيح.

   علّمنا يسوع في إنجيله بالأمثال البسيطة والمؤثّرة والقويّة التي يسهل تذكّرها ونقلها إلى الآخرين لما تحمله أحياناً من توصيات جذريّة، وبنوع خاص في عمل الرسالة لأنّ الكنيسة وفي مهمّة إعلانها الإنجيل إلى الأمم لا يجب عليها أن تخاف وخصوصاً في زماننا الحاضر حيث يُشترى انتباه الناس بأبخس الأثمان وبكل طرق الإغراء ووسائله ممّا يخلق في نفوس الناس خمولاً يعيشون فيه على وعد تحقيق كلّ ما تبغيه نفوسهم دون أن يعملوا شيئاً، وهذا الشعور يتنافى ورسالة الإنجيل التي تتطلّب دينامية متواصلة، بنّاءة وخلاّقة تجعل من الضعفاء أقوياء ومن الصّغار كباراً.

   لهذا السّبب لا تخاف الكنيسة من كونها مُتطلّبة وقاسية في عمل الرسالة: فمن أراد أن يصير تلميذاً ليسوع عليه أن يدرك أن الرّب هو أثمن من كلّ شيء في حياته، وعليه ألاّ يخاف من مصاعب الدرب الطويل الذي ساره قبله معلّمه الإلهي.

   إنّ عمل البشارة بالإنجيل هو تجدّد دائم، وجواب سخي على صوت الله القادر على سبر مستقبلنا فنعيش حاضرنا باستقامة القلب والروح فيحوّلنا صغاراً أنقياء متواضعين اختارهم الله ليزرع في قلوبهم بشارته السّعيدة. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.