2005-06-22 16:24:44

في مقابلة الأربعاء العامَّة قداسة البابا يعلن عن تأكيده الدعوة لانعقاد الجمعيَّة العامّة الثانية لسينودوس الأساقفة الخاص بأفريقيا


   أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر مقابلته العامّة المعتادة مع المؤمنين في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان بحضور آلاف الحجاج والزوار القادمين من بلدان عديدة من العالم. ركّز البابا تعليمه هذا الأسبوع حول شرح معنى المزمور المائة والثالث والعشرين الذي جاء في آياته:"...لولاَ أنَّ الرّب كان معنا عندما قام البشر عَلَيناَ، لابتلعونَا ونحنُ أحياءٌ عندَ اضطرامِ غضَبِهِم علينَا. لغَمَرتنَا المياهُ. لجازَ على نفوسِنَا السَّيلُ. لجازَتْ على نفوسِنَا المياهُ الطَّاغيَةُ. تبارك الرّبُّ الذي لم يَجعَلَنا لأسنَانِهم فريسَةً. نَجَتْ نفوسنا مثل العصفور من فخِّ الصيَّادينَ. الفَخُّ انكَسَر ونَحنُ نجَونا. نُصرتُنا باسمِ الرّب صانعِ السّماواتِ والأرضِ".

   إنّ نشيد هذا المزمور، قال البابا في تعليمه، هو نشيد شكر ترفعه الجماعة المصليّة إلى الله على عطية التحرّر من العبوديّة. إنّه يحثّ شعب الله بكامله لرفع الشكر إلى الإله المخلّص لأنّه لو لم يقف إلى جانب الضعيف المستغيث، لعجزت نفس هذا الأخير عن التحرّر وصار فريسة لأسنان الوحوش الغاضبة.

   وبعد أن تطرّق المزمور إلى أولئك البشر الذين يهاجمون المؤمنين بغضبهم ويعجزون عن ابتلاعهم أحياءً، نتوقّف عند قسمَين أساسيَّين في النّشيد. في القسم الأوّل يُسَيطر المؤمنون على المياه الطاغية التي ترمز في العهد القديم إلى الفوضى الهدّامة للشّر والموت. إنّ حياة الإنسان محاطة بكمائن الأشرار الذين لا يرغبون بتهديد وجوده وحسب إنما أيضاً بتدمير كلّ القِيَم الإنسانيّة. لذا يقف الله لنصرة الصدِّيق ويمدّ يده من الأعالي وينتشله من المياه العاتية ويحرّره من مكر وشرّ أعدائه الظالمين المتربّصين به...

في القسم الثاني من المزمور ينتقل صاحب المزامير من نشيد الشكر في مشهد المياه العاتية، إلى مشهد الصّيد "نَجَت نفوسُنا مثل العصفور من فخِّ الصيّادين". إن البَرَكَة التي يحملُها المزمور تُفهما أن مصير المؤمن الذي كان الموت، تغيّر جذرياً بتدّخل إلهي خلاصي. إذ جاء في ختام النّشيد:"الفَخُّ انكَسَر ونَحنُ نجَونا. نُصرتُنا باسمِ الرّب صانعِ السّماواتِ والأرضِ". تحوّلت الصّلاة إلى تنهّد عزاء صاعد من عمق النفس: إذ حتّى وإن سقط رجاء البّشر، فإن قوّة الله المحرّرة بادية للعيان. يقودنا هذا المزمور في نهايته أضاف البابا إلى الإعلان عن فعل إيمان تناقله التقليد المسيحي منذ القِدَم:"نُصرتُنا باسمِ الرّب صانعِ السّماواتِ والأرضِ"...

   وفي شرحه للمزمور المائة والثالث العشرين كتب القديس أغوسطينوس:... نُفكِّرُ، ونحن نصلّي هذا النّشيد، بالقدّيسين وبالآلام التي لاقَوها، وبمقرّ الخلود الطوبى الذي ينعمون به الآن ويحرسون الطريق التي نسلكها نحن لنبلغهم...".

   وبعد انتهائه من تعليمه الأسبوعي انتقل البابا لتحيّة المؤمنين بلغات عديدة وخصّ بالذكر الناطقين باللّغة الإيطاليّة قال:"أحيّ بشكل خاص أعضاء مجلس ما بعد سينودوس الأساقفة الخاص بالقارّة الأفريقيّة المجتمعين اليوم في روما. تأكيداً على ما قرّره سلَفي السّعيد الذكر يوحنّا بولس الثاني في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي، أُعلنُ عن نيّتي بالدعوة لانعقاد الجمعيّة العامّة الثانية لسينودوس الأساقفة الخاص بأفريقيا، وكلّي ثقةٌ بأن يكون هذا الحدث دفعاً إضافياً لبشارة الإنجيل في القارّة الأفريقيّة، ولنمو الكنيسة وتنمية روح المصالحة والسّلام".

  وختم البابا بتحيّة الشّبيبة والمرضى والأزواج الجُدد متمنياً عليهم أن يجدوا بالصداقة مع يسوع القوّة والحماسة الضروريّتَين ليكونوا شهوداً له في كلّ الأنحاء.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.