2005-06-15 15:42:58

في مقابلة الأربعاء العامَّة مع المؤمنين قداسة البابا يتحدَّث عن المزمور 122:أممٌ كثيرة ترزح تحت ظلم المُترَفين، فلنساعد شعوب هذه الأمم للتخلُّص من هوان وسخرية المتكبِّرين


   أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر مقابلته العامّة  المعتادة مع المؤمنين في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان، بمشاركة نحو اثنَين وثلاثين ألف مؤمن وحاج اجتمعوا للإصغاء إلى تعليمه الأسبوعي الذي تركّز هذا الأربعاء حول شرح المزمور المائة والثاني والعشرين الذي جاء فيه:"إلَيكَ رَفَعتُ عَينَيَّ يا ساكِنَ السّماواتِ. كما أن عيونَ العبيدِ إلى مواليهم...كذلك عيوننا إلى الربِّ إلهِنا حتّى يَتَحَنَّنَ علينا...".

   يؤكّد لنا يسوع في إنجيله بطريقة جازمة، قال البابا في بداية تعليمه، أنَّ العين هي رمز مُعبّر عن العمق الذاتي، إنها مرآة النّفس. والمزمور المائة والثاني والعشرون يركّز على أهميّة النظر بعمق: فالمؤمن يرفع عينَيه إلى الله منتظراً فعل خلاص إلهي تجاهه، مغمور بالمحبّة والطيبة. يصوّر لنا مزمور اليوم العبد الذي ينتظر قراراً مصيرياً من سيّده يحرّره من نير العبوديّة...

   ينتظر المصلّي اليد الإلهيّة لتنبسط عليه لأنّها تعمل بعدل وإنصاف وتحطّم الشرّ، لذا فهو ينظر بعين مليئة بالأمل نحو الربّ الذي سيفتح يدَيه ويُغدق على المؤمن عطايا العدالة والحريّة، ويغمره بنظرة حنان...

   المزمور المائة والثاني والعشرون، أضاف البابا، هو دعاء يتّحد فيه المؤمن مع كلّ الجماعة، فتنتقل الآية من صيغة المخاطب المفرد إلى صيغة الجمع، "إليكَ رفعتُ عَينَيَّ، وعيوننا إلى الربّ إلهِنا...".

   أهميّة النظرة الإلهية الممتلئة بالحب والحنان تظهر في القسم الثاني من المزمور عندما يسأل المصلّي الرّب الإله مُبتهلاً:"تحنّن علينا يا ربّ تحنّن علينا..." إنّه انتظار الرجاء لأنّ المؤمنين بحاجة لتدخّل إلهي ليرفعهم من وهنهم وهوانهم جراء ظلم المُترفينَ والمُتكبّرين... أممٌ كثيرة، أضاف البابا، ترزح تحت ظلم المُترَفين، فلنساعد شعوب هذه الأمم للتخلُّص من هوان وسخرية المتكبّرين...

   وختم البابا تعليمه بصلاة للقدّيس أمبروسيوس جاء فيها: المسيح هو كلّ شيء بالنّسبة لنا، إذا أردتَ تضميد الجراح فهو الطبيب، وإن أجهدَك الحرّ فهو الينبوع، وإن قهركَ الظلم فهو العدالة، وإن أصابك العوز فهو القوّة؛ وإن أخافَكَ الموت فهو الحياة، وإن رغبتَ السّماء فهو الطّريق، وإن هربت من الظلمة فهو النور، وإن بحثتَ عن المأكل فهو الغذاء...".

 

   وبعد أن لخصّ البابا بندكتس السادس عشر تعليمه الأسبوعي بلغات عديدة توجّه بتحياته إلى جميع المؤمنين والحجاج الحاضرين بكثافة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، وخصّ منهم الشبيبة والمرضى والأزواج الجدد متمنياً لهم جميعاً عيش الفرح النابع من الأمانة لله والرضوخ لمشيئته.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.