2005-06-12 12:38:52

منظمة "مراقبة حقوق الإنسان" تتهم السلطات الأوزبكية بارتكاب مجازر بحق مواطنيها خلال مصادمات مايو الماضي


اتهمت منظّمة مراقبة حقوق الإنسان هيومن رايتس واتش الحكومة الأوزبكية بارتكاب مجازر بحقّ المواطنين خلال المصادمات التي وقعت في الجمهورية السوفيتية السابقة، الشهر الماضي، مشيرة إلى أن أكثر من خمسمائة شخص لقوا حتفهم خلال أعمال العنف.  هذا ما جاء في تقرير أعدته المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، ومقرّها نيويورك، حول المصادمات التي شهدتها أوزبكستان في منتصف أيار مايو الفائت، متهمة السلطات بالسعي إلى طمس الحقيقة من خلال رفض فتح تحقيق دولي في المصادمات الدامية في مدينة أنديجان. 

كما اتّهم تقرير هيومن رايتس واتش حكومة أوزبكستان بعدم الكشف عن الحصيلة الفعلية للضحايا، إذ إن الحصيلة الرسمية، وفقاً للسلطات المحلية، بلغت مائة وثلاثة وسبعين قتيلاً فقط.  واعتبرت المنظمة أن الأجهزة لجأت إلى "القوة المفرطة عن سابق تصور وتصميم" لقمع التظاهرات.  وقال بهذا الصدد السيد كينيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان: "كان هناك أشخاص مسلحون بين حشود المتظاهرين، ومن واجب الأجهزة الأمنية أن توقفهم وتحيلهم أمام القضاء، لكن هذا الأمر لا يبرّر اللجوء إلى القوة دون تفرقة بين شخص وآخر".

أعدت "هيومن رايتس واتش" التقرير بعد أن استمعت إلى أقوال عشرات الضحايا والشهود، رووا أن العديد من الجرحى تُركوا دون أية مساعدة، وأقدم الجنود الأوزبكيون ـ في بعض الحالات ـ على "تصفية" هؤلاء المصابين.  وأكّد الشهود الذين تحدّثوا لوفد من المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان أن القوات المسلّحة فتحت النار على العديد من المدنيين العزّل، الذين تظاهروا احتجاجاً على النظام القمعي للرئيس إسلام كريموف.  السلطات الأوزبكية تقول من جهتها إن معظم الأشخاص الذين قُتلوا في مصادمات أنديجان "إرهابيون يريدون الإطاحة بالنظام الحاكم وإنشاء جمهورية إسلامية".

ودعت هيومن رايتس واتش في ختام تقريرها الولايات المتحدة الأمريكية والاتّحاد الأوروبي إلى قطع علاقاتهما مع الجمهورية السوفيتية السابقة، إلى أن تقبل هذا الأخيرة بفتح تحقيق دولي، وهو أمر يُصرّ الرئيس كريموف على رفضه.  وأعربت المنظّمة عن ثقتها بأن التحقيق الدولي قادر وحده على إماطة اللثام عن الحقيقة وإلقاء الضوء على الأحداث المأساوية التي شهدتها مدينة أنديجان.  تجدر الإشارة إلى أن جمهورية أوزبكستان ـ التي تعدّ ستة وعشرين مليون نسمة وهي أكبر جمهوريات آسيا الوسطى من حيث عدد السكان ـ هي حليفة الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على الإرهاب، وتوجد في البلاد قاعدة عسكرية أمريكية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.