2005-06-09 15:52:55

تحية قداسة البابا إلى أعضاء اللجنة اليهودية الدولية للمشاورات بين الأديان


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم الخميس في قاعة البابوات في الفاتيكان أعضاء اللجنة اليهودية الدولية للمشاورات بين الأديان، ومقرّها نيويورك، يتقدّمهم رئيس اللجنة الحاخام إيزرائل سينغر.  ورافق أعضاء اللجنة نيافة الكاردينال والتر كاسبر رئيس لجنة الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهود، إضافة إلى نائب رئيس اللجنة وأمين السر. 

       وجّه قداسة الحبر الأعظم لضيوفه كلمة استهلّها مرحباً بهم ومعرباً عن سروره الكبير لاستقبالهم في الفاتيكان خلال العام 2005، الذي يُحتفل فيه ـ في السابع والعشرين من تشرين الأول أكتوبر القادم ـ بالذكرى السنوية الأربعين لصدور الإعلان المجمعي "في عصرنا" والذي يتطرّق إلى علاقات الكنيسة الكاثوليكية مع الديانات غير المسيحية. 

وقال البابا إن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني أكّد على قناعة الكنيسة بأن مسيرة إيمانها بدأت مع إبراهيم، وموسى والأنبياء.  ودعا المجمع، على ضوء هذا الإرث الروحي وتعاليم الإنجيل، إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادلين بين المسيحيين واليهود وندّد بكافة أشكال الحقد والاضطهاد، ومعاداة السامية.  وأودّ أن أؤكّد لكم في بداية حبريتي على أن الكنيسة ستبقى ملتزمة في تطبيق هذا التعليم الحاسم.

       وتابع البابا يقول: في السنوات التالية للمجمع (الفاتيكاني الثاني)، اتّخذ سلفاي البابوان بولس السادس ويوحنا بولس الثاني خطوات هامّة باتّجاه تحسين العلاقات مع اليهود، ونيتي هي السير على هذه الطريق. 

كان تاريخ العلاقات بين جماعتينا ـ قال بندكتس السادس عشر ـ معقداً ومؤلماً أحياناً كثيرة، غير أني مقتنع بأن الإرث الروحي المشترك بين اليهود والمسيحيين يشكل مصدراً للحكمة والإيحاء القادرين على السير بنا نحو "مستقبل رجاء"، تماشياً مع المخطط الإلهي.  لكن يتعين في الوقت نفسه أن تدفع ذكريات الماضي جماعتينا إلى الصلاة والعمل من أجل المصالحة والعدالة واحترام الكرامة البشرية، ومن أجل السلام الذي هو هبة من الربّ.

       ومضى الحبر الأعظم إلى القول: عُقد خلال السنوات الخمس والثلاثين الماضية ثمانية عشر لقاءً بين أعضاء اللجنة اليهودية الدولية للمشاورات بين الأديان ولجنة الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهود، وكان اللقاء الأخير قد عُقد في بوينوس أيريس بالأرجنتين في شهر تموز يوليو من عام 2004، حول موضوع "عدالة ومحبة".  إني أرفع الشكر للربّ على التقدّم الذي تم إحرازه خلال هذه السنوات، وأشجّعكم في الوقت عينه على مواصلة نشاطكم واضعين أسس حوار مستمرّ لبناء عالم متصالح وفقاً لمشيئة الخالق.  وفي ختام كلمته إلى أعضاء اللجنة اليهودية الدولية للمشاورات بين الأديان منح قداسة البابا ضيوفه فيض بركاته الرسولية.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.